البيت صلوات الله عليهم من شيعتهم ، وتذكر لنا ما فعله الشيعة الأوائل بأهل البيت ، وتذكر لنا مَن الذي سفك دماء أهل البيت عليهمالسلام ومن الذي تسبب في مقتلهم واستباحة حرماتهم.
وأقول : تذمُّر بعض أئمة أهل البيت عليهمالسلام من بعض شيعتهم أو غيرهم لا يعني نصباً ، ولا يدل على عداوة ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تذمَّر من بعض صحابته في وقائع مختلفة ، وغضب من أفعال بعضهم ، ولم يخرجهم ذلك عن دينهم ، أو يجعلنا نحكم عليهم بنصب أو نفاق.
وأما من تسبب في مقتل أئمة أهل البيت عليهمالسلام واستباحة دمائهم فهم أعداؤهم ، لا شيعتهم ومحبّوهم ، كما سيتضح ذلك من خلال كلامنا الآتي إن شاء الله تعالى.
* * *
قال الكاتب : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : (لو مَيَّزْتُ شيعتي لما وجدتهم إلا واصفة ، ولو امتحنتُهم لما وجدتهم إلا مرتدين ، ولو تَمَحَّصْتُهم لما خلص من الألف واحد) (الكافي / الروضة ٨ / ٣٣٨).
وأقول : إن مدعي الاجتهاد والفقاهة ظن أن أبا الحسن عليهالسلام الذي رُوي عنه هذا الحديث ، هو الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، مع أنه من البديهيات عند طلبة العلم أن أبا الحسن الوارد في الروايات يُراد به الإمام الكاظم سلام الله عليه ، فمرحباً بهذا المجتهد الذي نال درجة الاجتهاد بتفوق!!
هذا مع أن هذا الحديث ضعيف السند جداً ، فإن من جملة رواته محمد بن سليمان ، وهو محمد بن سليمان البصري الديلمي ، وهو ضعيف جداً.
قال المحقق السيد الخوئي في (معجم رجال الحديث) : ولا شك في انصراف