مرجع الشيعة في عصره السيد محسن الحكيم قدسسره فرآه مغتماً ، فسأله عن سبب همِّه فقال : منذ ثلاثة أيام والعيال ليس عندهم ما يأكلونه. قال : فقلت له : لِمَ لا تُنفق عليهم من سهم السادة ، فهم سادة وفقراء؟ فقال : لا أحب أن أنفق شيئاً من الحقوق الشرعية على نفسي ولا على عيالي.
قال : ثمّ دخل علينا رجل من مقلِّدي السيد ، فقدَّم للسيد عشرة آلاف دينار ، وقال له : أرجو أن تقبل مني هذه الهدية الخالصة من كل حق. فقبلها منه السيد ، ودعا له.
وهذا أنموذج واحد من نماذج كثيرة لا داعي لاستقصائها.
وإني لأعجب من هذا الكاتب وأمثاله من الذين لا يرون غضاضة في صرف الحكومات الجائرة لأموال المسلمين الطائلة على الجامعات والكليات التي لا نفع فيها كالكليات المختلطة للموسيقى والفنون والرقص والرسم والرياضة البدنية وغيرها ، ويرون حرمة صرف أموال صاحب الزمان عليهالسلام المباركة على من يروِّجون أحكام الدين وشرائعه ، فما لهم كيف يحكمون؟!
* * *
قال الكاتب : إن القضية مرت في أدوار وتطورات كثيرة حتى استقرت أخيراً على وجوب إعطاء أخماس المكاسب للفقهاء والمجتهدين ، وبذلك يتبين لنا أن الخمس لم ينص عليه كتاب ولا سنة ولا قول إمام ، بل هو قول ظهر في الزمن المتأخر ، قاله بعض المجتهدين وهو مخالف للكتاب والسنة وأئمة أهل البيت ولأقوال وفتاوى الفقهاء والمجتهدين المعتد بهم.
وأقول : بل ظهر للقارئ الكريم أن وجوب دفع الخمس في عصر الحضور والغيبة هو رأي كافة الفقهاء المعروفين كالشيخ المفيد ، والسيد المرتضى ، والشيخ