لكثرة من قتل من أهل السنة ، فأنهارٌ من الدماء جرت في نهر دجلة حتى تغير لونه فصار أحمر ، وصبغ مرة أخرى باللون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه ، وكل هذا بسبب الوزيرين القصير [كذا] الطوسي ومحمد بن العلقمي فقد كانا وزيرين للخليفة العباسي ، وكانا شيعيين وكانت تجري بينهما وبين هولاكو مراسلات سرية حيث تمكنا من إقناع هولاكو بدخول بغداد ، وإسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها ، وكانت لهما اليد الطُّولى في الحكم ، ولكنهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنها تدين بمذهب أهل السنة ، فدخل هولاكو بغداد ، وأسقط الخلافة العباسية ، ثمّ ما لبثا حتى صارا وزيرين لهولاكو مع إن هولاكو كان وثنياً.
وأقول : كان ينبغي على الكاتب أن يذكر مصادر هذه القصة التي اعتمدها ، وأن يثبت أن أسانيدها صحيحة ، حتى يصح اتهام الوزير ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي بإقناع هولاكو بدخول بغداد ، وأما ترديد ما يقوله أعداء الشيعة واعتباره حقائق من دون تحقيق وإثبات فهو غير مقبول في مقام البحث العلمي.
والمعروف أن الخلافة العباسية في نهاياتها قد استولى عليها الأتراك والمماليك والنساء وغيرهم ، وصار الخليفة العباسي مجرد اسم لا يحل ولا يعقد.
هذا مع انشغال الخلفاء بالمجون والشراب والبذخ وغيرها من المظاهر المعلومة التي كانت هي السبب الحقيقي وراء سقوط الدولة العباسية ، لا مجرّد مكاتبة كتبها ابن العلقمي الذي وصفوه بالرافضي ، وحمَّلوا آثامه كل الشيعة في كل الأزمنة الماضية واللاحقة.
على أن الذهبي قد ذكر أن مؤيد الدين ابن العلقمي أراد أن ينتقم بسيف التتار من السنة والشيعة واليهود والنصارى.
فقال في كتابه سير أعلام النبلاء : وكان أبو بكر ابن المستعصم والدويدار الصغير قد شدَّا على أيدي السُّنّة ، حتى نُهب الكرخ ، وتمَّ على الشيعة بلاء عظيم ،