لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها أحد من العالمين ، أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل) (العنكبوت / ٢٨).
وأقول : إن الآية الثانية لم تفسِّر الآية الأولى كما هو واضح ، وذلك لأن الآية الأولى ظاهرة في عَرْض لوط عليهالسلام تزويج بناته للقوم ، ولا يخفى أنهم كانوا يريدون اللواط بأضيافه عليهالسلام ، فرأى لوط عليهالسلام أن يزوِّجهم بناته اضطراراً ، لدفع الأفسد بالفاسد ، وهذا الفعل منه عليهالسلام فيه إشارة واضحة إلى حلّية الوطء في الدبر ، لأنه علم أن القوم لا يريدون الفرج.
وأما الآية الثانية فهي ظاهرة في توبيخ لوط عليهالسلام للقوم على إتيان الرجال شهوة من دون النساء.
ومن الواضح أن موضوع الآية الأولى هو وطء الزوجة في دبرها ، وموضوع الآية الثانية هو اللواط المحرَّم بالرجال ، فكيف تكون الآية الثانية مفسِّرة للآية الأولى وموضوعهما مختلف ومتغاير؟!
* * *
قال الكاتب : وقطع السبيل لا يعني ما يفعله قطَّاع الطرق وحدهم .. لا ، وإنما معناه أيضاً قطع النسل في الإتيان في غير موضع طلب الولد ، أي في الأدبار ، فلو استمر الناس في إتيان الأدبار ـ أدبار الرجال والنساء ـ وتركوا أيضاً طلب الولد لانقرضت البشرية ، وانقطع النسل.
وأقول : إن تفسير الكاتب قطع السبيل بقطع النسل في الإتيان في غير موضع طلب الولد وإن كان معقولاً إلا أنه خلاف ما قاله بعض مفسِّري أهل السنة.
قال ابن كثير في تفسير الآية : يقول تعالى مخبراً عن نبيّه لوط عليهالسلام إنه أنكر على قومه سوء صنيعهم ، وما كانوا يفعلونه من قبيح الأعمال في إتيانهم الذكران من