* * *
قال الكاتب : تنبيه : لقد بدأ التنافس بين السادة والمجتهدين للحصول على الخمس ، ولهذا بدأ كل منهم بتخفيض نسبة الخمس المأخوذة من الناس حتى يتوافد الناس إليه أكثر من غيره فابتكروا أساليب شيطانية ، فقد جاء رجل إلى السيد السيستاني فقال له : إن الحقوق ـ الخُمس ـ المترتبة عَلَيّ خمسة ملايين ، وأنا أريد أن أدفع نصف هذا المبلغ أي أريد أن أدفع مليونين ونصف فقط ، فقال له السيد السيستاني : هات المليونين والنصف ، فدفعها إليه الرجل ، فأخذها منه السيستاني ، ثمّ قال له : قد وهبتها لك ـ أي أرجع المبلغ إلى الرجل ـ فأخذ الرجل المبلغ ، ثمّ قال له السيستاني : ادفع المبلغ لي مرة ثانية ، فدفعه الرجل إِليه ، فقال له السيستاني : صار الآن مجموع ما دفعته إليَّ من الخمس خمسة ملايين ، فقد برئت ذمتك من الحقوق. فلما رأى السادة الآخرون ذلك ، قاموا هم أيضاً بتخفيض نسبة الخمس واستخدموا الطريقة ذاتها بل ابتكروا طُرُقاً أُخرى حتى يتحول الناس إليهم ، وصارت منافسة (شريفة!) بين السادة للحصول على الخمس ، وصارت نسبة الخمس أشبه بالمناقصة ، وكثير من الأغنياء قام بدفع الخمس لمن يأخذ نسبة أقل.
وأقول : أي تنافس في هذه المسألة والحال أن كل مكلَّف يدفع الحقوق الشرعية للمرجع الذي يرجع إليه في التقليد؟!
ولهذا لا تجد شيعياً يدفع خمساً لمرجع آخر لا يقلّده بغض النظر عن كونه يأخذ أقل أو أكثر.
وأما القصة التي نقلها عن السيد السيستاني فهي كسائر رواياته التي لا يعوَّل عليها لعدم وثاقة ناقلها.
ولو سلمنا بوقوعها فإن مثل هذه الأمور قد تحدث أحياناً عند ما لا يكون المكلف قادراً على دفع ما اشتغلت به ذمّته ، فإن المرجع يتسلَّم منه مقداراً من الخمس ،