زواج عمر بأم كلثوم بنت علي عليهالسلام :
قال الكاتب : لما زوج أمير المؤمنين رضي الله عنه ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب ، نقل أبو جعفر الكليني عن أبي عبد الله رضي الله عنه أنه قال في ذلك الزواج : (إن ذلك فَرْجٌ غُصِبْناهُ!!!) فروع الكافي ٢ / ١٤١.
ونسأل قائل هذا الكلام : هل تزوَّج عمر أُم كلثوم زواجاً شرعياً أم اغتصبها غَصْباً؟ إن الكلام المنسوب إلى الصادق رضي الله عنه واضح المعنى ، فهل يقول أبو عبد الله مثل هذا الكلام الباطل عن ابنة المرتضى رضي الله عنه؟
ثمّ لو كان عمر اغتصب أم كلثوم ، فكيف رضي أبوها أسَدُ الله وذو الفقار [كذا] ، وفتى قريش بذلك؟!
وأقول : لقد وقع الخلاف في زواج عمر من أم كلثوم بنت علي عليهالسلام وأنه هل وقع أم لا؟
فمنهم من نفى وقوعه ، لتضارب الأخبار واختلاف متونها بدرجة شديدة جداً ، ومنهم من ذهب إلى وقوع هذا الزواج.
فإذا قلنا بعدم وقوعه وأنه من أكاذيب الرواة ومدسوساتهم التي امتلأت بها الطوامير والأسفار ، فكل إشكالات الكاتب لا تكون واردة ، لأنها مبتنية على فرض وقوع مثل هذا الزواج.
وأما إذا قلنا بوقوع هذا الزواج كما هو الصحيح في رأينا ، فلا يلزم أي محذور على أمير المؤمنين عليهالسلام في أن يُكرهه عمر على تزويج ابنته أم كلثوم ، ولا سيما إذا توعَّده عمر بالفرية والمكيدة ، فإن الأمر يدور بين حفظ مقام الإمامة العظمى وبين تزويج ابنته ، وحفظ مقام الإمامة أولى وأوجب.
فقد روى الكليني قدسسره بسند صحيح عن هشام بن سالم ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : لما خطب إليه قال له أمير المؤمنين عليهالسلام : إنها صبيَّة. قال : فلقي العباس ، فقال :