من الجانب الأيسر كما هو المعتاد ، أو الأيمن لشرفه؟ لم أرَ ما يدل على تعيين الأيمن إلا في حديث ضعيف عند الطبراني ، وبتقدير ثبوته فلعله كان يرخيها من الجانب الأيمن ، ثمّ يردّها إلى الجانب الأيسر كما يفعله بعضهم ، إلا أنه صار شعار الإمامية ، فينبغي تجنّبه لترك التشبّه بهم (١).
وقال عبد الله المغربي المالكي في كتابه (المعلم بفوائد مسلم) : إن زيداً كبَّر خمساً على جنازة ، قال : وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يُكبِّرها. وهذا المذهب الآن متروك ، لأنه صار علَماً على القول بالرفض (٢).
وفي التذكرة : قال الشافعي وأحمد والحكَم : المسح على الخفّين أولى من الغسل ، لما فيه من مخالفة الشيعة (٣).
وقال إسماعيل البروسوي في تفسيره (روح البيان) عند ذِكر يوم عاشوراء : قال في عقد الدرر واللئالي (٤) : ولا ينبغي للمؤمن أن يتشبَّه بيزيد الملعون في بعض الأفعال ، وبالشيعة الروافض والخوارج أيضاً ، يعني لا يجعل ذلك اليوم يوم عيد أو يوم مأتم ، فمن اكتحل يوم عاشوراء فقد تشبَّه بيزيد الملعون وقومه ، وإن كان للاكتحال في ذلك اليوم أصل صحيح ، فإن ترك السُّنّة سُنّة إذا كانت شعاراً لأهل البدعة ، كالتختم باليمين ، فإنه في الأصل سُنة ، لكنه لما صار شعار أهل البدعة والظلمة صارت السُّنة أن يُجعَل الخاتم في خنصر اليد اليسرى في زماننا ، كما في شرح القهستاني (٥).
__________________
(١) شرح المواهب للزرقاني ٥ / ١٣.
(٢) عن الصراط المستقيم ٢ / ٥١٠.
(٣) عن المصدر السابق.
(٤) عقد الدرر واللئالي في فضل الشهور والأيام والليالي ، للشيخ شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الحموي ، الشهير بابن الرسام (عن كتاب الغدير ١٠ / ٢١١). ولد بحماة سنة ٧٧٣ ه ـ ، ولي قضاء حماة ثمّ قضاء حلب ، وتوفي سنة ٨٤٤ ه ـ تقريباً ، له ترجمة في شذرات الذهب ٧ / ٢٥٢ ، الضوء اللامع ١ / ٢٤٩ ، ومعجم المؤلفين ١ / ١٧٤.
(٥) روح البيان ٤ / ١٤٢ (عن كتاب الغدير ١٠ / ٢١١).