قال الكاتب : روى الصدوق عن الصادق رضي الله عنه قال : (إنَّ المتعةَ ديني ودينُ آبائي فَمن عَمِل بها عَمِلَ بديننا ، ومَن أنكرها أنكر ديننا ، واعتقد بغيرِ ديننا) مَن لا يحضره الفقيه ٣ / ٣٦٦ وهذا تكفير لمن لم يَقْبَل بالمتعة.
وأقول : هذا (الحديث) لا وجود له أيضاً في مصادر الشيعة ، لا في (من لا يحضره الفقيه) ولا في غيره ، والموجود هو قوله عليهالسلام : التقية ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقية له.
فانظر كيف سوَّغ مدَّعي الاجتهاد والفقاهة لنفسه أن يختلق الأحاديث المكذوبة وينسبها للشيعة ظلماً وزوراً وبهتاناً.
ومما يدل على أن هذا الكاتب لم يكن صادقاً في دعواه أنه يختلق الأحاديث ويلصقها بالشيعة ، ثمّ يستنبط منها ما يريده ، ويُلزم به الشيعة ، ولهذا حكم بأن الشيعة يلزمهم بهذا الحديث المكذوب أن يكفِّروا كل من لم يتزوَّج متعة ، مع أنهم لا يقولون بذلك كما هو المعروف من مذهبهم ، فما عشت أراك الدهر عجباً.
* * *
قال الكاتب : وقيل لأبي عبد الله رضي الله عنه : هل للتمتع ثواب؟ قال : (إن كان يريد بذلك وجهَ الله [تعالى وخلافاً على من أنكرها] (١) لم يُكَلِّمْها كلمةً إلا كتب الله له بها حسنة ، [ولم يمد يده إليها إلا كتب الله له حسنة] (١) ، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنَباً ، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما مر من الماء على شعره) من لا يحضره الفقيه ٣ / ٣٦٦.
وأقول : هذا الحديث ضعيف السند ، فإن من جملة رواته صالح بن عقبة وأباه ، وكلاهما لم يثبت توثيقه في كتب الرجال.
__________________
(١) أسقط الكاتب من الحديث ما جعلناه بين معقوفين ، فلم يذكره في كتابه.