الأحاديث ، لا الكافي ولا غيره.
وطالب العلم من أول دراسته الحوزوية حتى وصوله إلى أعلى المراتب العلمية لا يمر به هذا النص إلا بمطالعاته الخارجية ، وكتب الدراسة الحوزوية معروفة كلها ، وهي غير مشتملة على هذا الحديث.
ثمّ إن الكاتب لكونه يظن أن كاشف الغطاء كان أعلم من الخوئي فإنه من الطبيعي أن ينقل الخوئي كلاماً عن كاشف الغطاء ، مع أن الخوئي لم ينقل في كل بحوثه ودروسه رأياً عن الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قدسسره ولا قولاً من أقواله ، لأنه كان من أنداده لا من تلاميذه. ولو كان الكاتب طالباً في الحوزة لعلم ذلك ، ولكن عذره في ذلك أنه لم يعرف الحوزة إلا سماعاً ، ولم يعِشْ فيها فيطَّلع على ما فيها ، فصار يخبط خبط عشواء ، ويمشي مشْيَ الأعمى في الظلماء.
* * *
قال الكاتب : بل اتهموا الرضا سلام الله عليه بأنه كان يعشق بنت عم المأمون ، وهي تعشقه ، انظر عيون أخبار الرضا ص ١٥٣.
وأقول : يشير الكاتب إلى عبارة وردت في ضمن خبر طويل ، ولا بأس بنقل ما أشار إليه الكاتب ليعلم القارئ حقيقة الأمر.
جاء في الخبر : وأظهر ذو الرئاستين عداوة شديدة لأبي الحسن الرضا عليهالسلام وحسده على ما كان المأمون يفضله به ، فأول ما ظهر لذي الرئاستين من أبي الحسن عليهالسلام أن ابنة عم المأمون كانت تحبه وكان يحبها ، وكان ينفتح باب حجرتها إلى مجلس المأمون ، وكانت تميل إلى أبي الحسن الرضا عليهالسلام وتحبه ، وتذكر ذا الرئاستين وتقع فيه ، فقال ذو الرئاستين حين بلغه ذكرها له : لا ينبغي أن يكون باب دار النساء مشرعاً إلى مجلسك. فأمر المأمون بسدِّه ، وكان المأمون يأتي الرضا عليهالسلام يوماً ، والرضا عليهالسلام يأتي المأمون يوماً ، وكان منزل أبي الحسن عليهالسلام بجنب منزل المأمون ، فلما دخل أبو الحسن