ناجية ، ولما كان للحث على اتباعهم والتمسك بهم أي معنى.
ومنه يتضح أن تخصيصهم بالاتباع دليل على أنهم على الحنيفية البيضاء دون غيرهم من الناس ، فمن وافقهم فلا بد أن يخالف غيرهم ، ومن وافق غيرهم فلا بد أن يخالفهم ، لأنهم هم المحقّون وغيرهم هم المبطلون.
وهذا المعنى المستفاد من حديث الثقلين قد أوضحه هذان الحديثان اللذان ذكرهما الكاتب.
هذا مع أن الحديثين المذكورين لم ينصَّا على أن أهل السُّنة هم أعداء أئمة أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم ، فإنه من غير المعقول إطلاقاً أن يُدرَج في أعداء أهل البيت عليهمالسلام أقوام من أهل السنة يحبّونهم ، ويروون فضائلهم ، ويصلّون عليهم ، ولا يجحدون شيئاً من مآثرهم ، ولا يعلمون أن طريقتهم مخالفة لهم.
* * *
قال الكاتب : وقول العبد الصالح رضي الله عنه في الحديثين المختلفين : خذ بما خالف القوم ، وما وافق القوم فاجتنبه.
وقول الرضا رضي الله عنه : إذا ورد عليكم خبران متعارضان ، فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه ، وانظروا بما يوافق أخبارهم فدعوه.
وأقول : لقد تكلمنا في الحديثين المتعارضين ، وأوضحنا الوجه في الأخذ بما خالف العامّة دون ما وافقهم ، فراجعه.
* * *
قال الكاتب : وقول الصادق رضي الله عنه : والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال القبلة. انظر الفصول المهمة ٣٢٥ ، ٣٢٦.