لا تسامي القرآن ولا تدانيه ، وقد مرَّ الكلام في ذلك.
فما أعجب هذا الكاتب الذي شنَّع على الشيعة قولهم بإخفاء أئمة أهل البيت عليهمالسلام تلك الكتب عن الناس ، كيف تعامى عن إخفاء أبي بكر وعمر كتاب الله عن الأمة مدة خلافتهما حتى ماتا!!
فلِمَ لا يشنِّع عليهما خاصة وعلى أهل السنة عامة؟!
* * *
قال الكاتب : وإذا سألنا : ما ذا يفعل أمير المؤمنين والأئمة من بعده بالزبور والتوراة والإنجيل حتى يتداولوها فيما بينهم ويقرءونها [كذا] في سرّهم؟
إذا كانت النصوص تدعي أن أمير المؤمنين وحده حاز القرآن كاملاً وحاز كل تلك الكتب والصحائف الأخرى ، فما حاجته إلى الزبور والتوراة والإنجيل؟ وبخاصة إذا علمنا أن هذه الكتب نُسِخَتْ بنزول القرآن؟
وأقول : لما ذا لا يسائل الكاتب نفسه عن السبب الذي كان يدعو جملة من الصحابة للنظر في كتب أهل الكتاب والاعتناء بها ، فإنهم ذكروا كما مرَّ أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان عنده حمل بعيرين من كتب أهل الكتاب ينظر فيها؟
ولما ذا لا يُشكِل على أهل السنة الذين مُلئت كتبهم بروايات عبد الله بن عمرو ابن العاص الذي كان يحدِّث من كتب أهل الكتاب كما تقدَّم ، وبروايات كعب الأحبار الذي كان ينقل لهم ما يجده في التوراة من الدعاء والتفسير وغيرهما ، حتى كان بعض الصحابة بل بعض الخلفاء يسألونه ويعتنون بكلامه؟
وعلى كل حال فيمكن أن نوجز الدواعي لحيازة الأئمة عليهمالسلام هذه الكتب في نقاط :
١ ـ أن تلك الكتب من مواريث الأنبياء ، فلا يصح التفريط فيها وإهمالها ، وإنما