الخطاب ، وجعله آية للعالمين ، وآتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبيّا ، وجعله إماماً في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيّا (١).
ثمّ ذكر أن الأخبار بغيبته مستفيضة قبل ولادته ، وأن له غيبتين ، إحداهما أطول من الأخرى ، وعقد باباً في ذكر طرف من الدلائل على إمامته ، وباباً في ما جاء من النص على إمامته ، وباباً في ذكر من رآه ، وباباً في كراماته ومعجزاته ... إلى آخر ما ذكره ، وكله صريح في نفي ما نسبه الكاتب إليه من القول بعدم ولادته.
وأما الشيخ الطبرسي في إعلام الورى فإنه عقد فصولاً في ترجمة الإمام المهدي عليهالسلام ، فعقد فصلاً في ذكر اسمه وكنيته ولقبه ، وفصلاً آخر في ذكر مولده واسم أمّه ، وفصلاً ثالثاً في ذكر من رآه ، وفصلاً آخر في ذكر الدلائل على إثبات غيبته وصحَّة إمامته ، وفصلاً آخر في ذكر أسماء الذين شاهدوه ورأوا دلائله وخرج إليهم من توقيعاته ... إلى آخر ما ذكره من الفصول الدالة على بطلان ما نسبه إليه الكاتب من نفي ولادته.
وبقول مختصر فإن كل من نسب إلى واحد من علمائنا المعروفين أنه يقول بعدم ولادة الإمام المهدي عليهالسلام فهو كاذب مفتر ، لا يستحيي ولا يخجل ، وذلك لأن أقوالهم معروفة ، وكتبهم مشهورة.
* * *
قال الكاتب : وقد حقق الأخ الفاضل السيد [كذا] أحمد الكاتب في مسألة نُوَّاب الإمام الثاني عشر فأثبت أنهم قوم من الدَّجَلَة ادَّعُوا النيابة من أجل الاستحواذ على ما يُراد من أموال الخُمس ، وما يُلْقَى في المرقد [كذا] ، أو عند السرداب من تبرعات.
__________________
(١) الإرشاد ، ص ٣٤٦.