نساء قريش تحدثني عنه أنه رجل دَحداح البطن ، طويل الذراعين ، ضخم الكراديس ، أنزع ، عظيم العينين ، لمنكبه مشاشاً كمشاش البعير ، ضاحك السن ، لا مال له) تفسير القمي ٢ / ٣٣٦.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند ، فإن علي بن إبراهيم قال : ومن الرد على من أنكر خلقة الجنة والنار أيضاً ما حدثني أبي عن بعض أصحابه رفعه ، قال : كانت فاطمة عليهاالسلام لا يذكرها أحد لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أعرض عنه ... الخ.
وهي رواية مرسلة مرفوعة ، لا يصح الاحتجاج بها في شيء ، وكان ينبغي من مدّعي الفقاهة والاجتهاد أن يلتفت إلى ضعف الرواية بدلاً من الاحتجاج بها على الشيعة ، ولكن يهوِّن الخطب أنه لا يميِّز بين الصحيح والضعيف ، ولا يعرف المرسل والمرفوع من غيرهما.
وأما من ناحية المتن ، فإن الخبر لو صحَّ فإن فاطمة سلام الله عليها كانت تقول : (إن نساء قريش تحدثني) ، ولم يكن هذا من مقالها هي سلام الله عليها ، ولعلها إنما قالت ذلك من أجل إخبار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم به ، لا من أجل كونها مصدِّقة به.
ولا بأس أن نأتي للصفات المذكورة ، فنستعرضها واحدة واحدة ، لنرى صفات الذم منها وغيرها ، فنقول :
المراد بدحداح البطن : واسِعُه.
قال ابن الأثير في كتابه (النهاية في غريب الحديث) : في حديث أسامة (كان له بطن مُنْدَحٌّ) أي متَّسع ... (١).
وهذه ليست صفة ذم في الرجال ، ولهذا كان أمير المؤمنين عليهالسلام يُسمَّى الأنزع البطين ، بل كان سلام الله عليه يفتخر بذلك.
قال عبد الباقي العمري :
__________________
(١) النهاية في غريب الحديث ٢ / ١٠٣.