مشهورين ، ولا أقوالاً مدوَّنة ، ولا كتباً منتشرة ، وهذا هو المقوِّم لوجود أية فرقة من الفِرَق ، أو اعتبار أية طائفة من الطوائف.
* * *
قال الكاتب : ٢ ـ إن ابن سبأ هذا كان يهودياً فأظهر الإسلام ، وهو وإن أظهر الإسلام إلا أن الحقيقة أنه بقي على يهوديته ، وأخذ يبث سمومه من خلال ذلك.
وأقول : هذا لم يثبت بدليل صحيح ، وهو مروي عن سيف بن عمر التميمي الوضَّاع الذي أطبق الكل على تضعيفه ، ولم يُرو من طريق غيره ، وكل ما ذكره الطبري في تاريخه مما يرتبط بمسألة عبد الله بن سبأ إنما هو منقول عنه.
والكاتب قد جعل هذا من النتائج التي استخلصها من كلامه السابق مع أنه لم يذكر دليلاً واحداً في كل ما تقدم من كلامه يدل على يهودية عبد الله بن سبأ ، فراجع.
* * *
قال الكاتب : ٣ ـ أنه هو الذي أظهر الطعن في أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وكان أول من قال بذلك ، وهو أول من قال بإمامة أمير المؤمنين رضي الله عنه ، وهو الذي قال بأنه رضي الله عنه وَصيُّ النبي محمد صلىاللهعليهوآله ، وأنه نقل هذا القول عن اليهودية ، وأَنه ما قال هذا إلا محبة لأهل البيت ، ودعوة لولايتهم ، والتبرؤ من أعدائهم ـ وهم الصحابة ومن والاهُم بزعمه ـ.
وأقول : كل ما ذكره الكاتب إنما هو مضامين روايات سيف بن عمر التميمي الوضَّاع ، وكلها مضامين لم ترد في شيء من الأحاديث الصحيحة السُّنّية فضلاً عن الشيعية ، فكيف يؤخذ بها ويعوَّل عليها؟!
هذا مع أن الروايات التي نقلها الكاتب فيما مرَّ لا تدل على أمثال هذه النتائج