(٦٩٩١) التي ورد فيها ما يلي :
أباح الله للمسلمين أن يأكلوا من طعام الذين أوتوا الكتاب وهو ذبائحهم ، بقوله في سورة المائدة (وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) ، فاشترط في الزواج بالكتابيات أن يكنَّ حرائر عفيفات ، سواء كن يهوديات أو نصرانيات مع أن الله تعالى أخبر عن اليهود والنصارى في نفس السورة بأنهم كفار (١).
قلت : فأي عداء أعظم من هذا؟ فإنهم كفَّروا الشيعة وحكموا بأنهم مشركون ، وفضَّلوا اليهود والنصارى على الشيعة في حلّية الذبائح والمناكحة!!
هذا مع أن الشيعة كانوا وما زالوا يتودّدون لأهل السُّنة ويعاملونهم بالحسنى ، كما أوصاهم بذلك أئمتهم الأطهار عليهمالسلام ، وقد اعترف بذلك الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه (تاريخ المذاهب الإسلامية) ، حيث قال : والاثنا عشرية يوجَدون الآن في العراق ، فالشيعة في العراق ، وهم عدد كثير يقارب النصف ، يسيرون على مقتضى المذهب الاثني عشري في عقائدهم ونظمهم في الأحوال الشخصية والمواريث والوصايا والأوقاف والزكوات والعبادات كلها ، وكذلك أكثر أهل إيران ، ومنهم من ينبثون في بقاع من سوريا ولبنان وكثير من البلاد الإسلامية ، وهم يتودَّدون إلى من يجاورونهم من السنّيين ولا ينافرونهم (٢).
* * *
قال الكاتب : وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة
__________________
(١) المصدر السابق ٣ / ٢٩٩.
(٢) تاريخ المذاهب الإسلامية ١ / ٤٨.