والمشاش هي رءوس العظام كالمرفقين والكفين والركبتين ، والمشاشة ما أشرف من عظم المنكب (١) ، وهي صفة مدح ، ولهذا وصف بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذكر أنه جليل المشاش.
فقد أخرج ابن سعد في الطبقات عن إبراهيم بن محمد من ولد علي قال : كان علي إذا نعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لم يكن بالطويل الممغط ، ولا بالقصير المتردد ، كان رَبْعة من القوم ، ولم يكن بالجعد القطط ولا السبط ، كان جعداً رجلاً ، ولم يكن بالمطهَّم ولا المكلثم ، وكان في وجهه تدوير ، أبيض مشرب ، أدعج العينين ، أهدب الأشفار ، جليل المشاش والكتد ، أجرد ذا مسربة ، شثن الكفين والقدمين ... (٢).
والعجيب ممن يعيب الشيعة بمثل هذه الرواية الضعيفة ويتعامى عن الأحاديث الصحيحة التي رواها أهل السنة ، وفيها وصف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بصفات غير حسنة.
منها : أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم واسع الفم ، فيما رواه الترمذي بسنده عن جابر بن سمرة ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ضليع الفم ، أشكل العينين ، منهوش العقب. قال شعبة : قلت لسماك : ما ضليع الفم؟ قال : واسع الفم ... (٣).
ومنها : أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم حمش الساقين ، أي دقيقهما ، فقد أخرج الترمذي في سننه ، والحاكم في مستدركه عن جابر بن سمرة ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يضحك إلا تبسّماً ، وكان في ساقيه حموشة ... (٤).
وهي من صفات الذم عندهم.
__________________
(١) راجع لسان العرب ٦ / ٣٤٧.
(٢) الطبقات الكبرى ١ / ٤١١.
(٣) سنن الترمذي ٥ / ٦٠٣ ، قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
(٤) سنن الترمذي ٥ / ٦٠٣ ، قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب. المستدرك ٢ / ٦٦٢ ، ط حيدرآباد ٢ / ٦٠٦ صحّحه الحاكم. وكذا في البداية والنهاية ٦ / ١٩.