بأهلها كيف يطمئن إليها ، وعجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثمّ هو لا يعمل). قال : قلت : يا رسول الله فهل في أيدينا شيء مما كان في يدي إبراهيم وموسى مما أنزل الله عليك؟ قال : نعم ، اقرأ يا أبا ذر (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) (١).
فإذا كانت كتب مواعظ وعِبَر فما المحذور في اقتنائها؟!
* * *
قال الكاتب : ٩ ـ القرآن :
والقرآن لا يحتاج لإثباته نص ولكن كتب فقهائنا وأقوال جميع مجتهدينا تنص على أنه مُحَرَّفٌ ، وهو الوحيد الذي أصابه التحريف من بين كل تلك الكتب.
وأقول : نسبة القول بتحريف القرآن إلى كل علماء الشيعة كذب فاضح ، فإن من قال بالتحريف عدد قليل من علماء الشيعة لا كل الفقهاء وجميع المجتهدين كما زعم.
هذا مع أن زعمه أنهم يقولون : (إن القرآن هو الوحيد الذي أصابه التحريف) فرية أخرى ، فإنهم أطبقوا على أن كل أو جل الكتب السماوية قد أصابتها يد التحريف والخيانة.
ويكفي في بطلان مزاعمه أنه لم يثبت كلتا الدعويين ، ونقْلُ القول بالتحريف عن بعض لا يثبت قول الكل به.
ومع أن الميرزا النوري رحمهالله قد بذل غاية جهده في تكثير القائلين بالتحريف في كتابه (فصل الخطاب) في المقدمة الثالثة صفحة ٢٥ (في ذكر أقوال علمائنا رضوان الله
__________________
(١) تفسير القرطبي ٢٠ / ٢٤.