ولا ينقضي العجب من ادعاء الكاتب كثرة وقوع أمثال هذه الحوادث من غير دليل عنده إلا هذه القصة الخرافية التي ساقها ، ودليل كذبها معها ، مع أنا نجزم بأن أمثال هذه الوقائع إما أنها لا تقع عادة ، وإما أنها نادرة الوقوع ندرة عظيمة كما هو الحال في النكاح الدائم.
* * *
قال الكاتب : إن الحوادث من هذا النوع كثيرة جداً ، فقد تمتع أحدهم بفتاة تبين له فيما بعد أنها أخته من المتعة ، ومنهم من تمتع بامرأة أبيه. وفي إيران الحوادث من هذا القبيل لا يستطيع أحد حصرها.
وأقول : هذه مجرد دعاوى فارغة وأكاذيب واضحة ، ودليل كذبها أن الكاتب لم يسندها لمصدر صحيح ، وكان على الكاتب أن يستدل على صحَّة كلامه بإسناده لمصدر واحد على الأقل ، أو أن يوثَّق قضية واحدة من القضايا التي يزعم أنها كثيرة ، أما نثر الدعاوى هكذا مجردة عن الدليل فلا قيمة لها في مقام البحث والإثبات.
* * *
قال الكاتب : وقد رأينا ذلك بقوله تعالى : (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ) اللهُ من فضلِه (النور ٢٣) [كذا] فمن لم يتمكن من الزواج الشرعي بسبب قلة ذات اليد فعليه بالاستعفاف ريثما يرزقه الله من فضله كي يستطيع الزواج. فلو كانت المتعة حلالاً لما أمره بالاستعفاف والانتظار ريثما تتيسر أمور الزواج ، بل لأَرْشَدَهُ إلى المتعة كي يقضي وَطَرَهُ بدلاً من المكوث والتحرق بنار الشهوة.
وأقول : إن نكاح المتعة نكاح ، فقوله تعالى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً شامل لمن لم يجد النكاح الدائم ونكاح المتعة ، فكما أن النكاح الدائم يحتاج إلى بذل مال ، فكذلك نكاح المتعة.