الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ، وبعد :
إذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون علياً والحسن والحسين وساداتهم فهم مشركون مرتدون عن الإسلام والعياذ بالله ، لا يحل الأكل من ذبائحهم ، لأنها ميتة ولو ذكروا عليها اسم الله.
وورد لهم سؤال آخر هذا نصُّه :
أنا من قبيلة تسكن في الحدود الشمالية ومختلطين نحن وقبائل من العراق ، ومذهبهم شيعة وثنية ، يعبدون قبباً ، ويسمّونها بالحسن والحسين وعلي ، وإذا قام أحدهم قال : (يا علي يا حسين). وقد خالطهم البعض من قبائلنا في النكاح وفي كل الأحوال ، وقد وعظتهم ولم يسمعوا ، وهم في القرايا والمناصيب ، وأن ما عندي أعظهم بعلم ، ولكن أكره ذلك ، ولا أخالطهم ، وقد سمعت أن ذبحهم لا يؤكل ، وهؤلاء يأكلون ذبحهم ، ولم يتقيدوا ، ونطلب من سماحتكم توضيح الواجب نحو ما ذكرنا.
فجاء الرد عليه في الفتوى رقم (٣٠٠٨) ما نصّه :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
إذا كان الواقع كما ذكرت من دعائهم عليّا والحسن والحسين ونحوهم ، فهم مشركون شركاً أكبر يخرجهم من ملة الإسلام ، فلا يحل أن نزوّجهم المسلمات ، ولا يحل لنا أن نتزوج من نسائهم ، ولا يحل لنا أن نأكل من ذبائحهم. قال الله تعالى (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (١).
بينما أباحوا ذبائح أهل الكتاب ، وجوزوا الأكل منها كما في الفتوى رقم
__________________
(١) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ٢ / ٢٦٤.