علي) البحار ٢٦ / ٤٢.
ج ـ عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله رضي الله عنه (.. وعندنا مصحف فاطمة عليهاالسلام ، أما والله ما فيه حرف من القرآن ولكنه إملاء رسول الله صلى الله عليه وخط علي) البحار ٢٦ / ٤٨.
وأقول : مصحف فاطمة عليهاالسلام هو كتاب فيه علم ما يكون وأسماء من يملكون إلى قيام الساعة ، بإملاء جبرئيل عليهالسلام وبخط علي بن أبي طالب عليهالسلام ، كما دلَّت عليه الأخبار الكثيرة كخبر حماد بن عثمان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة ، وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليهاالسلام. قال : قلت : وما مصحف فاطمة؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيّه صلىاللهعليهوآله دخل على فاطمة عليهاالسلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عزوجل ، فأرسل الله إليها ملَكاً يسلّي غمّها ويحدّثها ، فشكَت ذلك إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : إذا أحسستِ بذلك وسمعت الصوت قولي لي. فأعلمته بذلك ، فجعل أمير المؤمنين عليهالسلام يكتب كل ما سمع ، حتى أثبت من ذلك مصحفاً. قال : ثمّ قال : أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون (١).
وفي صحيحة أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله خمسة وسبعين يوماً ، وكان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبرئيل عليهالسلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي عليهالسلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليهاالسلام (٢).
فإن قال قائل : إن ادِّعاء تكليم الملائكة غير الأنبياء باطل ، فلا يصح ادعاء سماع فاطمة وعلي عليهالسلام كلام الملائكة عامة أو جبريل خاصة.
__________________
(١) الكافي ١ / ٢٤٠.
(٢) المصدر السابق ١ / ٢٤١.