قال الكاتب : كنا أحد الأيام في الحوزة فوردت الأخبار بأن سماحة السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي قد وصل بغداد ، وسيصل إلى الحوزة ليلتقي سماحة الإمام آل كاشف الغطاء ، وكان السيد شرف الدين قد سطع نجمه عند عوام الشيعة وخواصهم ، خاصة بعد أن صدر بعض مؤلفاته كالمراجعات والنص والاجتهاد.
وأقول : لقد توهَّم الكاتب ـ لبعده عن الحوزة وأهلها ـ أن الحوزة مبنى خاص في النجف الأشرف ، ولهذا قال : (كنا أحد الأيام في الحوزة) ، وقال : (وسيصل إلى الحوزة) ، وسيأتي قريباً قوله : (ولما وصل النجف زار الحوزة) ، وهو توهُّم يعرف فساده كل من عاش في النجف ولو أياماً قلائل ، فكيف بمن يدَّعي أنه عاش في النجف ودرس في الحوزة العلمية ، فإن الحوزة هي نظام الدرس في النجف ، فمن يقول : (درستُ في الحوزة) ، يريد درستُ العلوم الدينية المتعارفة ، سواء أكانت دراسته في مسجد أو في منزل أو مدرسة.
* * *
قال الكاتب : ولما وصل النجف زار الحوزة ، فكان الاحتفاء به عظيماً من قبَلِ الكادر الحوزي علماءً [كذا] وطُلَّاباً ، وفي جلسة له في مكتب السيد [كذا] آل كاشف الغطَاء ضمت عدداً من السادة ، وبعض طلاب الحوزة ، وكنت أحد الحاضرين.
وأقول : لقد كرَّر الكاتب نفس أغلاطه السابقة ، فوصف الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدسسره في كل كلامه بأنه (سيِّد) ، بل غلَّط السائل أيضاً في ذلك ، فجعله يخاطب الشيخ ب ـ (سيّد) كما سيأتي قريباً.
كما أنه وقع في سقطة أخرى كبيرة ، فزعم أن الشيخ كاشف الغطاء رحمهالله كان له مكتب في النجف الأشرف ، مع أن الأمر ليس كذلك كما نبَّهنا عليه فيما تقدّم.
ولا بأس أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى أن الكاتب في كل كتابه لم يصف