علي بن الحسين : أي البقاع أفضل؟ فقلنا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم. فقال : أما أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ، ولو أن رجلاً عمَّر ما عمَّر نوح عليهالسلام في قومه ـ ألف سنة إلا خمسين عاماً ـ يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان ، ثمّ لقي الله عزوجل بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً (١).
هذا هو مبلغ علمنا بحسب دلالة الأخبار التي وقفنا عليها ، والله أعلم بحقائق الأمور.
وأما الأشعار التي ذكرها الكاتب فلا يخفى أنها لا تدل على أفضلية كربلاء على مكة المكرمة ، لأن قوله : (لكربلاء بان علو الرتبة) ظاهر في ثبوت رتبة عالية لكربلاء ، ولا دلالة فيه على أن تلك الرتبة أعلى من رتبة مكة ، كما أن قوله : (فما لمكة معنى مثل معناها) ظاهر في أن لكربلاء معنى غير موجود في مكة ، ولعل الشاعر يشير إلى أن زائر كربلاء يدخلها مكروباً محزوناً ، بخلاف زائر مكة ، وهذا لا دلالة فيه أيضاً على أفضلية كربلاء على مكة المكرمة.
* * *
قال الكاتب : ولنا أن نسأل : لما ذا يكسر القائم المسجد ويهدمه ويرجعه إلى أساسه؟
والجواب : لأن من سيبقى من المسلمين لا يتجاوزون عُشْرَ عددهم كما بَيَّنَ الطوسي : (لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس) الغيبة ص ١٤٦.
بسبب إِعمالِ القائم سيفَه فيهم عموماً ، وفي المسلمين خصوصاً.
وأقول : ما العلاقة بين هدم المسجد وبين ذهاب تسعة أعشار الناس؟ هل يرى مدَّعي الاجتهاد والفقاهة أي ربط بين الأمرين؟!
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٢ / ١٦٣.