* * *
قال الكاتب : ولكني وجدت في كتابه المعروف (أصل الشيعة وأُصولها) ص ٤٠ ـ ٤١ ما يدل على وجود هذه الشخصية وثبوتها حيث قال : (أما عبد الله بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة ، أو يلصقون الشيعة به ، فهذه كتب الشيعة بأجمعها تعلن بلعنه والبراءة منه ...).
وأقول : إن مشهور علماء الشيعة ـ ومن جملتهم كاشف الغطاء ـ قد ذهبوا إلى وجود عبد الله بن سبأ ، وأنه ادّعى الألوهية لأمير المؤمنين عليهالسلام ، فأحرقه بالنار في جملة رجال ادَّعوا ذلك معه ، وهذا يعرفه كل من بحث في كتب الرجال وتفحص الأقوال.
وما جاء في كتاب (أصل الشيعة وأصولها) دليل على عدم صحة النقل السابق عن كاشف الغطاء.
ولا ينقضي العجب من هؤلاء الذين يفتعلون الأكاذيب ، ثمّ يجعلونها مادة يُدينون بها الشيعة ويُلزمونهم بها ، فإن الكاتب افتعل قضية ونسبها إلى كاشف الغطاء ، ثمّ زعم أن كلامه يتضارب مع ما في كتابه.
* * *
قال الكاتب : ولا شك أن هذا تصريح بوجود هذه الشخصية ، فلما راجعته في ذلك قال : إنا قلنا هذا تقية ، فالكتاب المذكور مقصود به أهل السنة ، ولهذا أتبعت قولي المذكور بقولي بعده : (على أنه ليس من البعيد رأي القائل أن عبد الله بن سبأ (وأمثاله) كلها أحاديث خرافة وضعها القَصَّاصُون وأرباب السَّمَر المجوف).
وأقول : لا أدري ما هو موقع التقية هنا؟!
وما ربط التسليم بوجود عبد الله بن سبأ في كتاب (أصل الشيعة وأصولها) بباب التقية؟!