رسالته) (المائدة / ٦٧).
فكيف يمكن لرسول الله صلىاللهعليهوآله أن يكتم عن المسلمين جميعاً هذا القرآن؟ وكيف يمكن لأمير المؤمنين رضي الله عنه والأئمة من بعده أن يكتموه عن شيعتهم؟!
وأقول : الأمر بالتبليغ في الآية لم يتعلّق بتبليغ كل ما أنزل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنما المراد هو تبليغ أمرٍ مخصوص أُريد من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تبليغه للناس ، وإلا لو كان المراد هو تبليغ الرسالة كلها لكان معنى الآية متهافتاً ، فإنه لا معنى لأن يقال : بلِّغْ كل ما أنزل إليك ، فإن لم تبلغ كل ذلك فإنك حينئذ لم تبلغ رسالته ، فإنه من البديهي أنه إذا لم يبلغ كل ما أُنزل إليه فهو لم يبلغ الرسالة.
ومنه يتضح أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما أُمر بتبليغ شيء مخصوص ، وهو تنصيب أمير المؤمنين عليهالسلام خليفة من بعده كما دلَّت عليه بعض الأحاديث التي سنذكر بعضها ، وبما أن هذا ليس هو موضوع بحثنا فلا داعي للخوض فيه وإثباته ، ولا سيما بعد دلالة بعض أحاديث أهل السنة عليه.
ثمّ كيف يكون المراد بالتبليغ ما ذكره الكاتب والآية من سورة المائدة التي نزلت في أخريات الدعوة.
قال السيوطي في الدر المنثور : أخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال : المائدة مدنية.
وأخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله ، والنحاس في ناسخه ، والنسائي وابن المنذر والحاكم وصحَّحه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن جبير بن نفير قال : حججتُ فدخلتُ على عائشة فقالت لي : يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت : نعم. فقالت : أما إنها آخر سورة نزلت ، فما وجدتم فيها من حلال فاستحِلّوه ، وما وجدتم من حرام فحرِّموه.
وأخرج أحمد والترمذي وحسَّنه والحاكم وصحَّحه وابن مردويه والبيهقي في