زعم باطل ، لأنا لم نجد بعد تتبع الأقوال من يقول بزيادة شيء في المصحف الذي هو عند الناس ، ومن زعم تحريف القرآن إنما قال بتحريف النقصان لا الزيادة ، وهو أمر معلوم لا يخفى على مَن تتبع الأقوال في المسألة.
* * *
قال الكاتب : إذا كانت هذه الكتب قد نزلت من عند الله حقاً ، وحازها أمير المؤمنين صدقاً ، فما معنى إخفائها عن الأمة وهي من أحوج ما تكون إليها في حياتها وفي عبادتها لربها؟
عَلَّلَ كثير من فقهائنا ذلك : لأجل الخوف عليها من الخصوم!!
ولنا أن نسأل : أيكون أمير المؤمنين وأسد بني هاشم جباناً بحيث لا يستطيع أن يدافع عنها؟! أَيُكتمُ أمرها ويحرم الأمة منها خوفاً من خصومه؟! لا والذي رفع السماء بغير عمد ، ما كان لابن أبي طالب أن يخاف غير الله.
وأقول : لقد أوضحنا آنفاً أنه لا محذور في إخفائها كلها ، فلا حاجة للإعادة.
والعجب أن الكاتب نسب إلى كثير من علماء الشيعة أن الإخفاء كان للتقية والخوف من الخصوم ، ولم يذكر مَن مِن العلماء ذكر ذلك.
وعلى أيّة حال فنحن غير مطالبين بمعرفة السبب من إخفاء هذه الكتب عن الشيعة خاصة وعن الناس عامة ، ونحن نجزم بأن الأئمة عليهمالسلام لا يتصرفون إلا بما تقتضيه الحكمة والمصلحة ، وهم سلام الله عليهم أعرف بها ، ولهذا فنحن من هذه الجهة في راحة.
ثمّ إن الكاتب صار يطبِّل ويزمِّر ويصيح بأعلى عقيرته بأن الأئمة لا يصح منهم أن يخفوا هذه الكتب ، مع أن أهل السنة قد ذكروا أن أبا بكر جمع القرآن بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قراطيس ، فكانت عنده حتى توفي ، ثمّ كانت عند عمر حتى