ولا أدري لِمَ يستعظم الكاتب وجود مثل هذه الصحيفة ويستبعده ، مع أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد خصَّ أمير المؤمنين عليهالسلام بما لم يخص به غيره ، وهذا مروي في كتبهم ، فقد أخرج الترمذي بسنده عن جابر ، قال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليّا يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما انتجيته ولكن الله انتجاه (١).
وأخرج أحمد والحاكم وغيرهما عن أم سلمة ، قالت : والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله صلىاللهعليهوسلم. قالت : عدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم غداة بعد غداة ، يقول : (جاء علي؟) مراراً. قالت فاطمة : كان بعثه في حاجة. قالت : فجاء بعد. قالت : فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب ، وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكبَّ عليه عليٌّ فجعل يسارُّه ويناجيه ، ثمّ قُبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم من يومه ذلك ، فكان عليٌّ أقرب الناس به عهداً (٢).
وأخرج ابن سعد وأبو نعيم والهيثمي وغيرهم عن ابن عباس قال : كنا نتحدّث أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهدها إلى غيره (٣).
__________________
٣٩ ، ٤١ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٨ ، ٤٧ / ٢٦.
(١) سنن الترمذي ٥ / ٦٣٩ ، قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب. وقال الملا علي القاري في شرح الحديث في مرقاة المفاتيح ١٠ / ٤٧١ : والمعنى أني بلَّغته عن الله ما أمرني أن أبلّغه إياه على سبيل النجوى. وقال : قال الطيبي رحمهالله : كان ذلك أسراراً إلهية وأموراً غيبية جعله من خزَّانها.
قلت : وعند الطبراني في معجمه الكبير ٢ / ١٨٦ أن الذي قال : (لقد طالت نجواه مع ابن عمه) هو أبو بكر. وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ٢ / ٥٨٤ ، والخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ٤٠٢.
(٢) مسند أحمد ٦ / ٣٠٠. المستدرك ٣ / ١٣٨ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. فضائل الصحابة ٢ / ٦٨٦.
(٣) الطبقات الكبرى ٢ / ٣٣٨. حلية الأولياء ١ / ٦٨. مجمع الزوائد ٩ / ١١٣. المعجم الصغير للطبراني ٢ / ٦٩. كتاب السنة لابن أبي عاصم ٢ / ٥٥٠.