أنهى دراسته.
والحال أن الأمر ليس كذلك ، فإن الدراسات الحوزوية لا تنتهي بذلك ، وكل من عاش في حوزة النجف في هذا العصر يعلم أن جمعاً من الفقهاء المسلَّم اجتهادهم كانوا يحضرون درس زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف سماحة آية الله العظمى السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدس الله نفسه الزكية.
الثانية : أنه ظن أن نيل درجة الاجتهاد حاله حال نيل درجة الدكتوراة في الجامعات ، بأن يكون بتفوق أو بدرجة امتياز أو دون ذلك.
والحال أن درجة الاجتهاد لا تُعطى للفقيه تارة بتفوق وتارة من دون تفوق ، وذلك لأن درجات الدكتوراة أو غيرها تُعطى للدارسين بعد تقديم رسالة يناقشها أساتذة الجامعة ، وبعدها تقرر لجنة المناقشة منح هذا الطالب درجة الدكتوراة أو عدم منحه ، بدرجة امتياز أو غيرها حسب قوة الرسالة وتمكن الطالب من اجتياز المناقشة بنجاح.
وأما درجة الاجتهاد فلا تُعطى بهذه الطريقة ، وإنما يعطيها الفقيه لبعض تلامذته عند قناعته باجتهاده ومقدرته على استنباط الأحكام الشرعية من مداركها المقرَّرة.
وعادة ما تُعطى بشكل فردي جداً ، بعيداً عن الأضواء ، ولا تكون في حفل علني ، أو تكون مقرونة ببيان التفاضل حتى يُعرف المتفوق من غير المتفوق من الطلبة الحاصلين على هذه الإجازة.
الثالثة : أن الكاتب يعتقد أن إجازات الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء قدَّس الله نفسه لها أهمية كبرى نظراً لمكانته العلمية ، وهو توهم باطل ، وذلك لأن الشيخ كاشف الغطاء قدسسره قد أعطى إجازات اجتهاد لجماعات كثيرة كانت غير مؤهلة للاجتهاد ولا متَّصفة بالفضل ، بسبب الظروف التي كانت تحتِّمها تلك الفترة العصيبة.