وقال أبو عبد الله الأسمى العلوي من قصيدة في مرثية الداعي (١) وتعزية ابنه المحبوس :
فلا تيأس فيوسف كان قدما |
|
أتاه الملك في سجن البغايا |
وموسى بعد ما في اليّم ألقي |
|
حباه الله سلطانا وآيا (٢) |
عوتب بعض العلماء على خطبته عمل السلطان فقال : لقد خطبه وطلبه الصديق ابن إسرائيل بن الذبيح بن الخليل عليهمالسلام في ملك مصر. فقال : (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (٣). أي كاتب حاسب.
٢ ـ ١٣٠ ـ ٢ لما وصف عبد العزيز بن يحيى (٤) للمأمون (٥) استدعاه ، فلما رآه قال :
إلا أني اخترتك فما أقبح (٦) وجهك؟! ..
فقال : يا أمير المؤمنين : إن حسن الوجه ليس مما ينال منه الحظوة عند (٧) الملوك. وإني سمعت الله حكى في كتابه العزيز عن يوسف قول الملك : (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (٨) ، ولم يقل : إني صبيح مليح. وهل سجن إلا لحسن وجهه ، وولي إلّا لعلمه؟.
__________________
(١) الداعي : هو محمد بن زيد المذكور أعلاه ، وابنه المحبوس هو زيد بن محمد الذي أسر بعد قتل أبيه وحمل إلى خراسان. مقاتل الطالبيين : ٤٩٥ ولم أهتد إلى ترجمة الشاعر ومعرفته.
(٢) آيا : جمع آية. الصحاح (أيا).
(٣) يوسف : ٥٥.
(٤) عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الكناني المكي ، كان من تلامذة الإمام الشافعي ، قدم بغداد أيام المأمون ، وكان يلقب بالغول لدمامته ، توفي نحو ٢٤٠ ه. تهذيب التهذيب ٦ / ٣٦٣.
(٥) في الأصل : (المأمون).
(٦) في الأصل : (إلى ن اخترتك فافتح وتصحينا) وهو تحريف في النسخ.
(٧) في الأصل : (عبد).
(٨) يوسف : ٥٥.