ومن أحسن ما قيل في سجن يوسف ، وحسن عاقبته قول البحتري لمحمد بن يوسف (١) :
أما في رسول الله يوسف أسوة |
|
لمثلك محبوسا على الضيم والإفك (٢) |
أقام جميل الصبر (٤) في السجن برهة (٥) |
|
فآض به الصبر (٣) الجميل إلى الملك |
وقال محمد بن زيد العلوي (٦) :
وراء مضيق الخوف متسع الأمن |
|
وأول معروج به آخر الحزن |
فلا تيأسن فالله ملّك يوسفا |
|
خزانته بعد الخلاص من السجن (٧) |
__________________
(١) البيتان في ديوان البحتري ٣ / ١٥٦٧ من قصيدة مطلعها :
جعلت فداك الدهر ليس بمنفك |
|
من الحادث المشكو والنازل المشكي |
(٢) رواية البيت في الديوان :
أما في نبي الله يوسف أسوة |
|
لمثلك محبوسا على الظلم والإفك |
وفي البيت إشارة إلى قوله تعالى : (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) يوسف : ٣٢.
(٣) في الأصل : (صبر).
(٤) في الأصل : (نزهة) وفي أحسن ما سمعت : ٢٨ : (مدة).
(٥) في الأصل : (فاضر به الجميل إلى الملك) والصواب فآض. وهو من قولهم آض يئيض أيضا أي عاد. يقال آض فلان إلى أهله أي رجع. وروايته في أحسن ما سمعت ٢٨ :
أقام جميل الصبر في السجن مدة |
|
فآض به الصبر الجميل إلى الملك |
(وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ) يوسف : ٥٦.
(٦) محمد بن زيد العلوي بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وهو المعروف بالداعي صاحب طبرستان. قتل أيام المعتضد سنة ٢٨٩ ه مقاتل الطالبيين ٤٩٥.
(٧) البيت الثاني في المنتحل ٢٦٤ ، ورواية الشطر الثاني منه (خزائنه) وهي الأرجح. وفي القول إشارة إلى قوله تعالى (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ) يوسف : ٥٥.