فقال : أحسنت ، وأمر بإكرامه.
استأذن آدم بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز (١) على يعقوب بن الربيع (٢) وهو على الشراب ، فأمر برفعه ، والإذن له. فلما دخل قال : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) (٣) (٤). فأمر برد الشراب ، ونادمه (٥).
لما استقبل عبد الملك بن مروان أخاه عبد العزيز عند مشرفه من مصر ، وأثقاله على ألف حمل. سئل بعض أصحابه :
على كم كانت البداءة؟
فقال : على ثلاثمائة جمل.
(قال) : ما عير أحق أن يقال لها (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) (٦) من هذه.
فبلغ كلامه هذا عبد العزيز فقال : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) (٧).
عن عطاء الخراساني (٨) : الحوائج إلى الشبان أسهل منها إلى الشيوخ ؛ ألم تر (٩) أن يوسف قال لأخوته : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ) (١٠).
__________________
(١) في الأصل : (آدم بن عبد العزيز) والصواب ما أثبتناه وهو حفيد عمر بن عبد العزيز منّ عليه أبو العباس السفاح بالعفو وحقن دمه ..
وكان ماجنا خليعا ، وكان الخليفة المهدي يقربه ويصطفيه ، الأغاني ١٤ / ٥٨ ـ ٦٠ ، طبعة ساسى جمهرة أنساب العرب : ١٠٦.
(٢) يعقوب بن الربيع بن يونس ، شاعر طريف كان أكثر شعره في رثاء جارية له اسمها ملك. وكان الرشيد يأنس به قبل الخلافة. معجم الشعراء ٤٩٧.
(٣) في الأصل : (تقلدون) وهو تحريف في النسخ.
(٤) يوسف : ٩٤.
(٥) الخبر في ثمار القلوب ٣٨ ، وسماه آدم بن عمر بن عبد العزيز خطأ.
(٦) يوسف : ٧٠.
(٧) نفسها : ٧٧.
(٨) عطاء الخراساني : هو ابن أبي مسلم واسم أبيه ميسرة وقيل : عبد الله مولى هذيل. توفي نحو سنة ١٣٣ ه. انظر الطبقات : ابن خياط ٣١٣.
(٩) في الأصل : (ألم ير إلى).
(١٠) يوسف : ٩٢.