وقال لهم : أخاف أن تكونوا من الذين (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) (١).
لما عرض معاوية بابن عباس بطول اللحية. تلا ابن عباس : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً) (٢).
قال رجل لمعاوية : قد بايعتك ، وأنا كاره.
فقال : قد جعل الله في الكره خيرا كثيرا (٣).
ولما بلغ معاوية قول أبي الأسود الدؤلي (٤) :
بنو عم النبي وأقربوه |
|
أحبّ الناس كلّهم إليّا (٥) |
فإن يك حبهم رشدا (أصبه) (٧) |
|
وفيهم أسوة إن كان غيا (٦) |
ذكر الحسن البصري معاوية فقال :
قاتله الله من شيخ أدرد (٨) نعق بأقوام (فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) (٩).
__________________
(١) البقرة : ١٤.
(٢) الأعراف : ٥٨.
(٣) يريد قوله تعالى : (فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) النساء : ١٩.
(٤) أبو الأسود هو ظالم بن عمرو بن سفيان. قيل إنه أول من وضع علم النحو وأنه أخذه عن الإمام علي بن أبي طالب. انظر : طبقات النحويين ١٣ : فما بعدها ، مراتب النحويين ١٠ طبقات ابن خياط : ١٩١.
(٥) في الأصل : (إلينا). والبيتان في ديوانه : ١٧٧. وذكر فيه أن أبا الأسود كان جارا لبني قشير وكانوا أصهاره. وكان بعضهم يكلمه كثيرا ويرد عليه في حبه علي بن أبي طالب فقال أبو الأسود .. الأبيات ومطلع القصيدة :
يقول الأرذلون بنو قشير |
|
طوال الدهر لا تنسى عليا |
(٦) سقطت الكلمة من المخطوط وقد أثبتناها من رواية الديوان ، وواضح أنه سقط من نص المخطوط بقية الخبر.
(٧) يبدو أن هناك تكملة ساقطة من أصل المخطوط تتعلق بجواب معاوية لأبي الأسود.
(٨) في الأصل : (ادره).
(٩) هود : ٩٨.