وأقول : لقد اتضح مما نقلناه إجماع العلماء على وجوب إخراج الخمس من أرباح المكاسب ومن فاضل المئونة ، وقد نقلنا كلمات الأعلام وإجماعاتهم ، وهي كافية في معرفة الحق وبيان أن مزاعم الكاتب كلها أكاذيب وافتراءات لم تستند على النقل الصحيح من أقوال وكلمات العلماء ، وإنما هي دعاوى مجردة عن كل ما يُثبِتها ، ونحن بحمد الله وفضله قد أثبتنا كذبها كلها كما مرَّ مفصَّلاً.
* * *
قال الكاتب : ولنأخذ فَتوَيَيْنِ لِعَلَمَيْنِ من أعلام المنهج الشيعي هما : الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ، قال الشيخ المفيد :
قد اختلف قوم من أصحابنا في ذلك ـ أي الخمس ـ عند الغيبة ، وقد ذهب كل فريق منهم إلى مقال (ثمّ يذكر عدد المقالات) منها قوله :
منهم من يسقط قول إخراجه لغيبة الإمام (١) ، وما تقدم من الرخص فيه من الأخبار ، وبعضهم يوجب كنزه ـ أي دفنه ـ ويتأول خبراً ورد : (أن الأرض تظهر كنوزها عند ظهور الإمام ، وأنه إذا قام دلَّه الله على الكنوز فيأخذها من كل مكان) ثمّ يختار قولاً منها فيقول :
يُعْزَلُ الخمس لصاحب الأمر ـ يعني المهدي ـ فإن خشي إدراك الموت قبل ظهوره وَصَّى به إلى مَن يثق به في عقله وديانته حتى يسلم إلى الإمام إن أدرك قيامه ، وإلا وَصَّى به إلى من يقوم مقامه بالثقة والديانة ، ثمّ على هذا الشرط إلى أن يقوم الإمام ، قال : وهذا القول عندي أوضح من جميع ما تقدم ، لأن الخمس حق لغائب لم يرسم فيه قبل غيبة (٢) رسماً يجب الانتهاء إليه.
__________________
(١) يعني إذا كان الإمام غائباً فلمن يعطيه؟ (حاشية من الكاتب).
(٢) كذا في نسخة الكتاب ، وفي المصدر : غيبته.