فقولوا (٢) لإخواني اطمئنوا وأبشروا |
|
جميعا فإني والسلامة في السلك (١) |
فصل
في الاقتباس من قصة إبراهيم عليهالسلام
دخل أبو العيناء (٣) على صاعد بن مخلد (٤) بعد انقطاع كان منه. فقال له : يا أبا العيناء : ما الذي أخرك عنا؟ فقال : أيّد الله الوزير (٥) ، ابنتي. قال : كيف؟ قال : قالت لي : قد كنت تغدو (٦) من عندنا فتأتي بالخلعة السخية (٧) ، والصلة السنية ، ثم أنت (٨) الآن تغدو مسدفا (٩) وترجع مغتما صفر اليدين ، بخفي حنين (١٠) فإلى (١١) من؟ قلت : إلى (ذي الوزارتين) (١٢) إلى ذي العلا (١٣). قالت : أفيشغلك (١٤)؟ فقلت : لا. قالت : أفيعطيك؟ قلت :
__________________
(١) الأصل : (فقلوا).
(٢) روايته في الديوان :
(فقولوا لإخواني استقيموا وأبشروا).
(٣) هو عبد الله محمد بن القاسم بن خلاد الأهوازي من تلامذة أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري كان من الظرفاء الأذكياء ، وكان اديبا شاعرا توفي نحو ٢٨٣ ه. انظر : وفيات الأعيان ١ / ٥٠٤ ، نكت الهميان : ٢٦٥ ، ميزان الاعتدال ٣ / ١٢٣ ، تاريخ بغداد ٣ / ١٠٧ انظر أخباره في كتابنا (أبو العيناء الأديب البصري الظريف)
(٤) صاعد بن مخلد : وزير من أهل بغداد كان نصرانيا وأسلم وكان كثير التعبد والصدقة استكتبه الموفق ولقب بذي الوزارتين. توفي نحو ٢٧٦ ه. انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ٥ / ١٠١.
(٥) في الأصل : (الوزيري).
(٦) في الأصل : (تعدوا).
(٧) في الأصل : (السرية).
(٨) في الأصل : (ايت).
(٩) مسدفا من السدف وهو من الأضداد بمعنى الضوء والظلمة : أي تذهب مستبشرا متأملا الحصول على الجائزة.
(١٠) خفا حنين. مثل يضرب للخيبة وأصله إن حنينا كان إسكافيا فساومه أعرابي بخفين فاختلفا ، فأراد غيظه فألقى أحد الخفين في طريقه ثم استقام على الطريق فألقى له الآخر ، وكمن له. فلما رأى الأعرابي الخف الأول قال : ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته. ومضى حتى انتهى إلى الآخر فأناخ راحلته ورجع ليأخذ الثاني فركب حنين راحلته ومضى بها ورجع هو إلى أهله خائبا. المستقصى ١ / ١٠٦ ، ثمار القلوب : ٣٨٥. وفي الأصل : (بخفي حسن).
(١١) في الأصل : (قالي).
(١٢) ما بين القوسين زيادة ليست في الأصل. وفي الأصل : (الوزارتين).
(١٣) في الأصل : (الغلاف).
(١٤) في الأصل : (فيشفعك).