لا. قالت : أفيرفع مجلسك؟ قلت : لا. قالت : يا أبتى (لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً) (١). فضحك صاعد وأمر له بثلاث آلاف (٢) درهم. قال : ألفان لك. وألف لابنتك لئلا تضربنا بقوارع (٣) القرآن.
قال المبرد (٤) : سمعت (٥) ابن الأعرابي (٦) يقول : إذا سمعت الرجل يقول : رأيت فلانا فاعلم أنه قد عابه. فقلت : أوجد من ذلك (٧) في القرآن؟ فقال : نعم (٨). قول الله عز ذكره في قصة إبراهيم (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (٩) أي يعيبهم. وفي الشعر قول عنترة :
لا تذكري فرسي وما أطعمته |
|
فيكون جلدك مثل جلد الأجرب (١٠) |
استقرض رجل (١١) الأصمعي قرضا. فقال : نعم وكرامة. ولكن سكّن قلبي برهان
__________________
(١) مريم : ٤٢.
(٢) في الأصل : (بثلاثة ألف).
(٣) في الأصل : (بحيلا يضربنا).
(٤) في الأصل : (ابن المبرد) والصواب : المبرد وهو محمد بن يزيد إمام العربية في زمانه وصاحب كتاب الكامل ت ٢٨٦ ه ، انظر بغية الوعاة ١١٦.
(٥) في الأصل : (سمعني ابن الأعرابي).
(٦) ابن الأعرابي : هو أبو عبد الله محمد بن زياد أحد الرواة اللغويين المشهورين أخذ عن المفضل والكسائي ولد نحو ١٥٠ ه وتوفي سنة ٢٣١. نزهة الألباء : ١٠٣.
(٧) في الأصل : (أوجدني).
(٨) في الأصل : (بعم).
(٩) الأنبياء : ٦٠.
(١٠) البيت في ديوانه : ٣٣ من قصيدة يخاطب بها امرأته التي كانت تلومه على حبه فرسه ، ولأنه يؤثره باللبن الخالص.
(١١) في الأصل : (استقرض الرجل) والرواية في ثمار القلوب : ١٩ مع تغيير بسيط.