الروايات ، كما ادّعى ذلك بعض المعتزلة.
فقال ابن حجر الهيتمي في كتابه (الصواعق المحرقة) : وشيعته [يعني عليّا عليهالسلام] هم أهل السنّة الذين أحبّوه كما أمر الله ورسوله ، وأما غيرهم فأعداؤه في الحقيقة ، لأن المحبة الخارجة عن الشرع ، الحائدة عن سنن الهدي هي العداوة الكبرى ، فلذا كانت سبباً لهلاكهم (١).
وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : لم تكن لفظة (الشيعة) تُعرف في ذلك العصر إلا لمن قال بتفضيله ـ يعني الإمام عليّا عليهالسلام ـ ... فكان القائلون بالتفضيل هم المسمَّون الشيعة. وجميع ما ورد من الآثار والأخبار في فضل الشيعة وأنهم موعودون بالجنة فهؤلاء هم المعنيون به دون غيرهم ، ولذلك قال أصحابنا المعتزلة في كتبهم وتصانيفهم : نحن الشيعة حقاً. فهذا القول هو أقرب إلى السلامة ، وأشبه بالحق من القولين المقتسمين طرفي الإفراط والتفريط (٢).
فإذا بلغ فضل الشيعة إلى هذا الحد ، فلا أدري ما هو الوجه الذي جعل الكاتب يحتج بالمراسيل التي لا دلالة فيها ، ويتعامى عن الأحاديث الصحيحة التي فيها كل الدلالة على فضل الشيعة ونجاتهم؟!
* * *
قال الكاتب : نحن نعلم جميعاً ما لاقاه أنبياء الله ورسله عليهمالسلام من أذى أقوامهم ، وما لاقاه نبينا صلىاللهعليهوآله ، ولكني عجبت من اثنين من موسى عليهالسلام ، وصبره على بني إسرائيل ، إذ نلاحظ أن القرآن الكريم تحدث عن موسى عليهالسلام أكثر من غيره ، وبَيَّنَ صبره على كثرة أذى بني إسرائيل ومراوغاتهم وحبائلهم ودسائسهم.
وأعجب من أهل البيت سلام الله عليهم على كثرة ما لقوه من أذى من أهل
__________________
(١) الصواعق المحرقة ، ص ١٨٣.
(٢) شرح نهج البلاغة ٤ / ٥٢٢.