وقال ابن الأثير في الكامل : وكان زياد أول من شدد أمر السلطان ، وأكّد الملك لمعاوية ، وجرَّد سيفه ، وأخذ بالظنة ، وعاقب على الشبهة ، وخافه الناس خوفاً شديداً حتى أمن بعضهم بعضاً (١).
وقال ابن حجر في لسان الميزان : وكان زياد قوي المعرفة ، جيد السياسة ، وافر العقل ، وكان من شيعة علي ، وولَّاه إمرة القدس ، فلما استلحقه معاوية صار أشد الناس على آل علي وشيعته ، وهو الذي سعى في قتل حجر بن عدي ومن معه (٢).
من كل ذلك يتضح أن الكوفة لم يبق بها شيعي معروف خرج لقتال الحسين عليهالسلام ، فكيف يصح ادِّعاء الكاتب بأن الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليهالسلام؟
ولا يمكن أن يتوهم منصف أن من كتب للحسين عليهالسلام هم شيعته ، لأن من كتب للحسين لم يكونوا معروفين بتشيع ، كشبث بن ربعي ، وحجار بن أبجر ، وعمرو ابن الحجاج وغيرهم.
ثالثاً : أن الذين قتلوا الحسين عليهالسلام رجال معروفون ، وليس فيهم شخص واحد معروف بتشيعه لأهل البيت عليهمالسلام.
منهم : عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وشمر بن ذي الجوشن ، وشبث بن ربعي ، وحجار بن أبجر ، وحرملة بن كاهل ، وغيرهم. وكل هؤلاء لا يُعرفون بتشيع ولا بموالاةٍ لعلي عليهالسلام.
رابعاً : أن الحسين عليهالسلام قد وصفهم في يوم عاشوراء بأنهم شيعة آل أبي سفيان ، فقال عليهالسلام : ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون (٣).
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٣ / ٤٥٠.
(٢) لسان الميزان ٢ / ٤٩٥.
(٣) مقتل الحسين للخوارزمي ٢ / ٣٨. بحار الأنوار ٤٥ / ٥١. اللهوف في قتلى الطفوف ، ص ٤٥.