الثقات الذين يمكن الاعتماد على أخبارهم أيضاً لا يتواجدون في أمثال هذه المصايف المزعومة ، فكيف تمكن الكاتب من معرفة كل تلك الأمور المخزية التي زعم الاطلاع عليها؟!
* * *
قال الكاتب : إن الغاية من إصدار هذه التعليمات هي نشر الفساد ، وتدمير البلاد ، وأما خروج الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم فأنا واثق بأنهم يدركون أن لا وجود لهذا الإمام!!
فانظروا إلى هذه الأيدي الخبيثة ، ما ذا فعلت؟ وما ذا تفعل؟!!!
وأقول : لقد أوضحنا أنه لا تعليمات ولا أوامر في البين ، وما هي إلا أكاذيب واضحة لا تخفى على كل عاقل.
وأما وثوق الكاتب بأن الشيعة يدركون بأنه لا وجود للإمام المهدي عليهالسلام فهو كذب محض ، وذلك لأن الشيعة بحمد الله جازمون بوجوده عليهالسلام وقاطعون بأنه إمام هذا العصر ، وقد أقاموا الأدلة الصحيحة التي تثبت ذلك.
بل إن جمعاً من علماء أهل السنة قد اعترفوا بأن المهدي الموعود هو محمد بن الحسن العسكري عليهالسلام ، وأنه باقٍ إلى الآن ، ومع أن هذا المعتقد مخالف لما عليه أكثر علماء أهل السنة إلا أن هؤلاء رأوه مذهباً لهم يعتنقونه ويذبّون عنه ، فذكروه في مصنفاتهم التي صحَّت نسبتها إليهم.
ومن هؤلاء المذكورين :
١ ـ محمد بن طلحة الشافعي (٥٨٢ ـ ٦٥٢ ه ـ) (١) : ذكر ذلك في كتابه (مطالب
__________________
(١) راجع ترجمته في كتاب العبر في خبر من غبر للذهبي ٣ / ٢٩٦ ، وطبقات الشافعية للسبكي ٨ / ٦٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٢٥٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٩٨.