عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير (١).
وهو خبر ضعيف بعلي بن أبي حمزة ، وهو البطائني رأس الواقفة الملعون عدو الرضا عليهالسلام ، وقد مرَّ بيان حاله.
والحاصل أن أسانيد هذا الخبر كلها لا تقوم بها الحجة ، فلا يصح الاحتجاج به ولا التعويل عليه.
ومع الإغماض عن سند الحديث فإن هدم المسجدين إلى أساسهما غير جائز لأحد من الناس ، والإمام المهدي عليهالسلام أعرف بما يجوز له وما لا يجوز ، ونحن نعرف الحق والعَدْل من فعله عليهالسلام ، فإذا هدَمَ المسجدين إلى أساسهما فلا ينبغي لنا أن نشك في صحة فعله وكونه مرضيّاً عند الله سبحانه ، وإلا لما كان المهدي عليهالسلام محمود السيرة ، وموصوفاً بأنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً.
ولعل الوجه في هدم المسجدين إلى أساسهما ـ على فرض صحَّة الحديث ـ هو أن بعض نواحي المسجدين بناها سلاطين الجور من قبل لغير الله رياءً وسمعة ، أو بنوها بمال حرام أو مغصوب ، أو أن الإمام عليهالسلام يريد بذلك أن يمحو آثار الظالمين وسلاطين الجور حتى لا يبقى لهم ذِكْر كما ورد في بعض الأحاديث ، أو لغير ذلك.
هذا مع أن أهل السنة رووا في كتبهم أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يود هدم الكعبة وإعادة بنائها ، ولكن منعه من ذلك أن الناس كانوا حديثي عهد بالإسلام.
فقد أخرج مسلم في صحيحه عن عبد الله بن الزبير أنه قال : حدثتني خالتي (يعني عائشة) قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا عائشة لو لا أنّ قومك حديثو عهد بِشِرْكٍ لهدمتُ الكعبة ، فألزقتُها بالأرض ، وجعلتُ لها بابين : باباً شرقياً وباباً غربياً ، وزدتُ فيها ستة أذرع من الحِجْر ، فإن قريشاً اقتصرتْها حيث بَنَت الكعبة (٢).
__________________
(١) الغيبة ، ص ٢٨٢.
(٢) صحيح مسلم ٤ / ٩٨.