للقول بالجسم الذي كان ينصره ، ورجوعه عنه وإقراره بخطئه فيه وتوبته منه ، وذلك حين قصد الإمام جعفر بن محمد إلى المدينة فحجبه وقيل له : إنه أمرنا أن لا نوصلك إليه ما دمت قائلاً بالجسم. فقال : والله ما قلت به إلا لأني ظننت أنه وفاق لقول إمامي عليهالسلام ، فإما إذ أنكره عليَّ فإني تائب إلى الله منه. فأوصله الإمام عليهالسلام إليه ، ودعا له بخير (١).
وقال المولى محمد صالح المازندراني في شرح أصول الكافي :
واعلم أنه بالَغَ العلامة في الخلاصة في مدح الهشامين وتوثيقهما ، وقال ابن طاوس رضي الله عنه : الظاهر أن هشام بن سالم صحيح العقيدة معروف الولاية غير مدافع ، وقال بعض العلماء : ما رواه الكشي من أن هشام بن سالم يزعم أن لله عزوجل صورة ، وأن آدم مخلوق على مثال الرب ، ففي الطريق محمد بن عيسى الهمداني ، وهو ضعيف. وقال بعض أصحابنا : لما رأى المخالفون جلالة قدر الهشامين نسبوا إليهما ما نسبوا ترويجاً لآرائهم الفاسدة. وقال بعض المتأخرين من أصحابنا : لا حاجة في الاعتذار عما نسب إلى هشام بن سالم إلى ما ذكروه من ضعف الرواية (٢).
* * *
قال الكاتب : وعن إبراهيم بن محمد الخراز ، ومحمد بن الحسين قالا : دخلنا على أبي الحسن الرضا رضي الله عنه ، فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة ، رجلاه في خضره ، وقلنا : (إن هشام بن سالم ، وصاحب الطاق ، والميثمي يقولون : إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد ... الخ) أصول الكافي ١ / ١٠١ ، بحار الأنوار ٤ / ٤٠.
وأقول : قال المجلسي في مرآة العقول : الحديث الثالث ـ يعني هذا الحديث ـ
__________________
(١) مرآة العقول ٢ / ٣ ، ٥.
(٢) شرح أصول الكافي للمازندراني ٣ / ٢٣٠.