أجبناه على ذلك بأمور :
١ ـ أن الأحاديث التي أخرجها حفَّاظ الحديث من أهل السنة قد دلَّت على أن الناس لو استقاموا لصافحتهم الملائكة.
ومن ذلك ما أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد والحميدي والطيالسي وابن حبان وغيرهم عن حنظلة التميمي الأسيدي ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : يا حنظلة ، لو كنتم تكونون كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة على فُرُشكم أو في طُرُقكم (١).
وفي رواية أخرى ، قال : لو كنتم تكونون إذا فارقتموني كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة بأكُفِّها ، ولزارتكم في بيوتكم (٢).
وعلى ذلك يُحمل تكليم الملائكة لمريم عليهاالسلام فيما حكاه الله سبحانه في كتابه العزيز ، إذ قال (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا) (٣).
وعليه فهل يحق لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينفي عن أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
(١) صحيح مسلم ٤ / ٢١٠٦ ـ ٢١٠٧. سنن الترمذي ٤ / ٦٦٦ وقال : هذا حديث حسن صحيح. سنن ابن ماجة ٢ / ١٤١٦. مسند أحمد ٢ / ٣٠٥ ، ٣ / ١٧٥ ، ٤ / ١٧٨ ، ٣٤٦ ، الجامع الصغير ٢ / ٤٢٨ حديث رقم ٧٤١٨ ، ٧٤١٩. مسند أبي داود الطيالسي ، ص ١٩١. شرح السنة ١ / ١٦٧. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٩ / ٢٤٠ ـ ٢٤١. وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ٢ / ٤١٥ ـ ٤١٦ ، وصحيح الجامع الصغير ٢ / ٩٣١ ، ١١٩٠ ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة ٤ / ٦٠٦.
(٢) مسند أبي داود الطيالسي ، ص ٣٣٧.
(٣) سورة مريم ، الآيات ١٦ ـ ٢١.