ولو سلَّمنا بأن الفسقة من الشيعة يتزوجون المتعة التي يعتقدون بحلِّيتها ، فإنهم بلا ريب خير من الساقطين من أهل السنة الذين يُقْدِمون على ارتكاب الزنا المجمع على تحريمه.
واتخاذ نكاح المتعة وسيلة للفجور لا يحرِّم هذا النكاح ، وإلا لحرم النكاح الدائم أيضاً ، وذلك لأن الفسقة وأصحاب المآرب الدنيئة قد اتخذوا النكاح الدائم وسيلة للفجور أيضاً ، فإن بعض النساء قد اتخذنه غطاءً للزنا والإنجاب المحرَّم ، ومن الناس من اتخذه وسيلة للتكسب بالبغاء ... أو لغير ذلك مما هو معروف.
فهل يرى مدَّعي الاجتهاد والفقاهة تحريم النكاح الدائم للسبب نفسه الذي حرَّم من أجله نكاح المتعة؟!
* * *
قال الكاتب : وبذلك يتبين لنا أضرار المتعة دينياً واجتماعياً وخُلُقياً ، ولهذا حُرِّمَتِ المتعة ، ولو كان فيها مصالح لما حُرِّمَت ، ولكن لما كانت كثيرةَ المفاسد حرمها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وحرمها أمير المؤمنين رضي الله عنه.
وأقول : لقد اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن ما زعمه الكاتب من المفاسد المترتبة على نكاح المتعة بسبب الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعضهم باسم المتعة ، هي بعينها مترتِّبة على النكاح الدائم أيضاً ، إلا أن مثل تلكم الممارسات لا تحرِّم الحلال الذي ثبتت حلّيته بالدليل الصحيح ، وإلا لكانت أكثر الأمور المحلّلة بل العبادات الثابتة كلها محرَّمة ، وهذا لا يقول به أحد.
وقد اتّضح أيضاً أن ما زعمه الكاتب من الاضرار الدينية والاجتماعية والخُلُقية ما هو إلا دعاوى فارغة ، لا تستند إلى دليل ، ولا تنهض بها حجة.
وأما زَعْمه أن تحريم نكاح المتعة كان ناشئاً من وجود المفاسد الدينية