وعلى فرض وروده وصحَّته فلا محذور فيه ، ولا مانع من ثبوت مثل هذا الثواب لمن عمل بالمتعة إحياءً للسُّنة وإماتة للبدعة.
وقد ورد في كتب أهل السنة نظائر لهذا كثيرة ، فقد جاء في صحيح مسلم أن قول : (سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر) أحب مما طلعت عليه الشمس (١).
وأن من سبَّح لله مائة تسبيحة كُتب له ألف حسنة ، أو حُطَّ عنه ألف خطيئة (٢).
وأن من قال : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير) في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكُتبت له مائة حسنة ، ومحُيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأتِ أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ، ومن قال : (سبحان الله وبحمده) في يوم مائة مرة ، حُطَّت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر (٣).
فإذا كان هذا الثواب كله يُثاب به مَن قال هذه الأذكار اليسيرة ، فليس بمستبعد أن يثيب المولى الكريم المتفضِّل على عباده من تزوَّج متعة يريد بها إحياء السنة ، وإماتة البدعة ، وإحصان نفسه ، والستر على مؤمنة عفيفة ، أن يهبه الله مثل هذا الثواب أو أكثر منه.
وأما زعم الكاتب أن من لم يتمتع فهو مستحق للعقاب وأنه ليس بمسلم فهو كذب واضح ، إذ لم يقل أحد من علماء الشيعة بوجوب نكاح المتعة ، ولا بتوقف ثبوت الإسلام على فعله ، وسيرى القارئ العزيز أن الكاتب لم يأتِ بدليل واحد يثبت به صحة هذه الدعوى.
* * *
__________________
(١) صحيح مسلم ٤ / ٢٠٧٢.
(٢) نفس المصدر ٤ / ٢٠٧٣.
(٣) نفس المصدر ٤ / ٢٠٧١.