بأسانيد أخرى؟!
فقد أخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك ، والطبراني في معجمه الكبير ، وابن أبي شيبة في مصنَّفه ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، وغيرهم عن أبي العريف قال : كنا في مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفاً ، تقطر أسيافنا من الحدة على قتال أهل الشام ، وعلينا أبو العمر طه ، فلما أتانا صلح الحسن بن علي ومعاوية كأنما كُسرتْ ظهورنا من الحرد والغيظ ، فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قام إليه رجل منا يُكنى أبا عامر سفيان بن الليل ، فقال : السلام عليك يا مُذِلَّ المؤمنين. فقال الحسن : لا تقل ذلك يا أبا عامر ، لم أُذِلَّ المؤمنين ، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك (١).
فتحصَّل مما قلناه أن الكاتب أراد أن يُعيب الشيعة بأنهم نسبوا هذه الرواية للإمام عليهالسلام ، مع أنها ضعيفة السند ، وهي بعينها مروية في كتب أهل السنة ، وقد رواها جملة من أعلامهم كما مرَّ.
* * *
قال الكاتب : وأما الإمام الصادق فقد ناله منهم شتى أنواع الأذى ، ونسبوا إليه كل قبيح ، اقرأ معي هذا النص :
عن زرارة قال : (سألتُ أبا عبد الله رضي الله عنه عن التشهد .. قلت : التحيات والصلوات .. فسألته عن التشهد فقال كمثله ، قال : التحيات والصلوات ، فلما خرجتُ ضرطتُ في لحيتِه ، وقلتُ : لا يفلح أبداً) رجال الكشي ص ١٤٢.
حق لنا أن نبكي دماً على الإمام الصادق رضي الله عنه ، نعم .. كلمة قذرة كهذه تقال في حق الإمام أبي عبد الله؟؟ أيضرط زرارة في لحية أبي عبد الله رضي الله عنه؟! أيقول عن
__________________
(١) المستدرك ٣ / ١٧٥. المصنف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٧٦. كنز العمال ١١ / ٣٤٩ ، ١٣ / ٥٨٩. ذخائر العقبى ، ص ٢٤٠. تاريخ بغداد ١٠ / ٣٠٥. تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٧٩ ، ٥٩ / ١٥١. البداية والنهاية ٨ / ٢٠ ، ١٣٤.