ومعاليه تباهي النجوم ارتفاعا ، ومكارمه تضاهي الجو اتساعا ، ومحاسنه تباري الشمس ظهورا ، وفضائله تجاري القطر وفورا ، فالله يديم جمال الزمان ببقائه ، وكمال العز والرفعة ببهائه (١).
وذكره في مقدمة كتاب الكناية ، والتعريض باسمه الكامل : (عونك اللهم على شكر نعمتك في ملك كملك ، وبحر في قصر ، وبدر في دست ، وغيث يصدر عن ليث ، وعالم في ثوب عالم ، وسلطان بين حسن وإحسان :
لو لا عجائب صنع الله ما نبتت |
|
تلك الفضائل في لحم ولا عصب |
هذه صفة تغني عن التسمية ، ولا تحوج إلى التكنية ، إذ هي مختصة بمولانا الأمير السيد المؤيد ، ولي النعم أبي العباس مأمون بن مأمون خوارزم شاه مولى أمير المؤمنين أدام الله سلطانه) (٢).
وقد ذكر البيهقي ترجمة خوارزم شاه مأمون مع بعض أخباره مع الثعالبي فقد نقل في تاريخه عن كتاب مسامرة خوارزم لأبي الريحان البيروني ترجمة خوارزم شاه ووصفه بأنه كان آخر أمراء أسرته إذ انتهت بوفاته دولة المأمونيين ، وأنه كان رجلا فاضلا شهما نشيطا أديبا يرعى الأدباء والعلماء ، ثم ينقل خبر (البيروني) عمّن حدثه عن الثعالبي يحكي فيه حديثا جرى بينه وبين خوارزم شاه فيصف الثعالبي بقوله :
(وكان قد رحل إلى خوارزم شاه فترة ، وألف باسمه كتبا كثيرة سمعته يقول كنا ذات يوم في مجلس الشراب نتحدث في الأدب فجرى الحديث ...) (٣).
وقد أورد الثعالبي نفسه خبرا ذكر فيه أن خوارزم شاه اقترح عليه أن يقول شعرا في خوارزم فقال :
__________________
(١) رسائل الثعالبي.
(٢) الكناية والتعريض : ١. وانظر تحفة الوزراء : ٣٠.
(٣) تاريخ البيهقي : ٧٣٤.