قال تعالى : (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) (١). فجعلهم في الرخصة مع المجاهدين الذين هم أهل الجنة.
وعنه عليهالسلام :
أطيب ما أكل الرجل من كسبه.
والكسب في كتاب الله تعالى التجارة (٢).
وعنه عليهالسلام :
التاجر الصدوق مع النبيين ، والصديقين ، والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وقد غبر (٣) عليهالسلام برهة من دهره تاجرا ، وشخص مسافرا واشترى حاضرا وباع ، وما شان (٤) أمره في ذلك. قال المشركون : (ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (٧) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها) (٥). فيستغنى بها عن الشراء والبيع والقيام في الأسواق (٦) ، فأوحى الله إليه : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
__________________
(١) المزمل : ٢٠.
(٢) إشارة إلى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) البقرة : ١٧٢.
(٣) في الأصل : (عبر).
(٤) في الأصل : (واباع رما شبهان).
(٥) الفرقان : ٧ ، ٨ وفي الأصل : (انزل عليه).
(٦) إشارة إلى قوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ) هود : ١٢.