لما مات جعفر بن محمد (١). قال أبو حنيفة لشيطان (٢) الطاق : مات إمامك (٣) فقال : لكن إمامك من (المنظرين) (٤) إلى يوم الوقت المعلوم (٥).
بلغ أبا عبد الله بن الجماز (أن) الفضل بن إسحاق (٦) نعاه فقال :
زعم الفضل بأني (٨) |
|
قد نعاني الناعيان (٧) |
نعياني (١٠) قبل وقتي |
|
بدهور وزمان (٩) |
أنا والشيخ (١١) |
|
(و) إبليس جميعا منظران |
حكى المعروف بجراب الدولة (١٢) في كتابه المنسوب إليه قال : كان لي غلام اطلعت منه على خيانة في سعيه (١٣) خبر الوظيفة ، فقرعته ووبخته (١٤). فقال لي : ألا تستح أن تتكلم
__________________
(١) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي العلوي المعروف بالصادق أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر روى عن أبيه ومحمد بن المنكدر ، وعطاء وعروة. وروى عنه خلق كثير. تهذيب التهذيب ٣ / ١٠٣.
(٢) شيطان الطاق هو محمد بن علي بن النعمان البجلي بالولاء نسب إلى سوق في طاق المحامل بالكوفة كان يجلس للصرف به.
(٣) في العقد الفريد إن هذه الحادثة عند المهدي وإنه لما سمع كلام شيطان الطاق ضحك من قوله وأمر له بعشرة آلاف ج ٤ / ٤٢. والخبر في المزاح الثقيل ولعله موضوع.
(٤) في الأصل : (المنظر).
(٥) من قوله تعالى في سورة الحجر : ٣٤ ـ ٣٧ في إبليس حين أبى أن يسجد وطرده الله تعالى من الجنة (قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٣٥) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ).
(٦) الفضل بن إسحاق أبو العباس المعروف بالبزاز روى عنه أبو أحمد بن عبدوس السراج وعبد الله بن أحمد بن حنبل غيرهما. ووصف بأنه ثقة مأمون. انظر تاريخ بغداد ١٢ / ٣٦١.
(٧) في الأصل : (ثاني).
(٨) في الأصل : (الناعياني).
(٩) في الأصل : (يعياني).
(١٠) في الأصل : (بدهوز زماني).
(١١) في الأصل : (أنا والشيخ إبليس) وما بين القوسين زيادة ليست في الأصل.
(١٢) جراب الدولة واسمه أحمد بن محمد بن علوجة السجزي يكنى أبا العباس. كان طنبوريا وأحد الظرفاء المعروفين. وله كتاب في النوادر والمضاحك في سائر الفنون والنوادر. ذكره ابن النديم : ٢٢٥ في الفهرست. وفي الأصل : (المروف بجراب).
(١٣) في الأصل : (سعة).
(١٤) في الأصل : (وويحته).