تتعرضوا لمقت الله. فإن مردكم إليه. وهو تعالى يقول : (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (١).
وخطبهم يوما آخر ، فقال :
إن الله بعث محمدا بشيرا ونذيرا للعالمين (٢). وأمينا على التنزيل ، وشهيدا على هذه الأمة (٣). وأنتم معاشر العرب في شرّ دين وجور (٤). بين حجارة جلس (٥) وحيات صم. تشربون الأجاج (٦). وتأكلون الجشب (٧). وتسفكون دماءكم (٨) بينكم ، وتقتلون أولادكم ، ولا ترجون لله وقارا. ولا يؤمن أكثركم بالله إلّا وأنتم مشركون. فمن الله عليكم برسول من أنفسكم. (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٩). فأمركم بأداء الأمانة (١٠) ، وصلة الرحم (١١) ، وحقن الدماء ، ونهاكم (١٢) عن التحاسد (١٣) والتنازع (١٤).
__________________
(١) الأحزاب : ١٦.
(٢) إشارة إلى سورة سبأ : ٢٨ والبقرة : ٧٩ ، ٨٠ ، ١١٩ وآيات كثيرة أخرى.
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) النساء : ٤١ ولفظ (شهيدا) غير موجود في نهج البلاغة.
(٤) الجور : الميل عن القصد. وفي نهج البلاغة : (على شر دين وفي شر دار).
(٥) في الأصل : (حبيس) والجلس : الحجارة الغليظة الخشنة وفي نهج البلاغة : (حجارة خشن).
(٦) الأجاج : المالح. وروايتها في نهج البلاغة : (الكدر).
(٧) في الأصل : (الخشب) والتصويب من نهج البلاغة. والجشب من الطعام الغليظ.
(٨) بعدها في نهج البلاغة : (وتقطعون أرحامكم والأصنام فيكم منصوبة ، والآثام بكم معصوبة) وينتهي بعدها النص فيه.
(٩) التوبة : ١٢٨.
(١٠) إشارة إلى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) النساء : ٥٨.
(١١) إشارة إلى قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) النساء : ١.
(١٢) في الأصل : (وانهاكم).
(١٣) الخطبة في نهج البلاغة مع خلاف في الرواية.
(١٤) العبارة الأخيرة إشارة إلى قوله تعالى : (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا) الأنفال : ٤٦.