قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإقتباس من القرآن الكريم [ ج ١ ]

الإقتباس من القرآن الكريم [ ج ١ ]

286/370
*

لنفسك يا أمير المؤمنين. قال : فبكى المنصور بكاء شديدا (١).

قال : دخل عمرو بن عبيد (٢) على المنصور قبل الخلافة ، وهو يأكل فقال :

يا جارية هل في القدر بقية؟

فقالت : لا.

قال : عندك ما يشترى به فاكهة لأبي عثمان؟

قالت : لا. فقرأ المنصور : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (٣).

ثم دخل إليه في أيام خلافته فقال :

يا أمير المؤمنين ، تذكر يوم قلت للجارية ، كذا وكذا.

قال : نعم ، وتذكر قراءتك هذه الآية؟

قال : نعم.

قال : فقد أهلك الله عدوك ، واستخلفك ، فانظر كيف تعمل.

__________________

(١) الخبر في حلية الأولياء ٦ / ١٣٧ ، وفيه : إن المنصور هو الذي بعث على الأوزاعي وسأله الموعظة : والخبر طويل جدا.

والنص الذي ذكره الثعالبي : وأرغب في جنة السموات والأرض التي يقول فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (لقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها) يا أمير المؤمنين إن الملك لو بقي قبلك لم يصل إليك. وكذلك لا يبقى لك كما لم يبق لغيرك.

يا أمير المؤمنين تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك؟ (الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها) قال : الصغيرة : التبسم ، والكبيرة : الضحك ، فكيف بما عملته الأيدي. وحدثت به الألسن يا أمير المؤمنين.

(٢) عمرو بن عبيد : أبو عثمان البصري أحد الزهاد المشهورين ، اشتهر بمواعظه للمنصور ، وله خطب كثيرة ورسائل. تاريخ بغداد ١٢ / ١٦٦.

(٣) الأعراف : ١٢٩ ، والخبر في تاريخ الخلفاء للسيوطي ٢٦٨ وفيه : إن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قال : قال : كنت أطلب العلم مع أبي جعفر المنصور في الخلافة فأدخلني منزله فقدم إليّ طعاما لا لحم فيه. ثم قال : يا جارية أعندك حلواء؟

قالت : لا ، قال : ولا التمر؟ قالت : لا ، فاستلقى وقرأ (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ) الآية ١٠٠ فلما ولي الخلافة وفدت إليه. فقال : كيف سلطاني من سلطان بني أمية؟ قلت : ما رأيت في سلطانهم من الجور شيئا إلا رأيته في سلطانك. فقال : إنا لا نجد الأعوان. قلت : قال عمر بن عبد العزيز إن السلطان بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها إن كان برا أتوه ببرهم ، وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم. فأطرق.