فصل
في بعض النكت
سمعت أبا جعفر محمد بن موسى الموسوي (١) يقول : إن رسم النثارات للملوك وغيرهم (٢) من الكبراء والرؤساء (٣) مأخوذ من أدب الله تعالى في شأن رسوله عليهالسلام حيث قال (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (٤). فكأن اليوم من يبتغي إلى الملك والرئيس مسألة (٥) فيقدم عليه ، ويقدم (٦) نثارا بين يديه ، إنما يتصدق بذلك عنه ، شكرا لله على ما يسّر من لقائه سالما في نفسه وماله (٧) ، ويسأله أن يرى فيه برأيه من التصدق به ، أو غير ذلك ، فلو تولى إعطاءه الفقراء لكان الشك قد نفع في ذلك (الذي) (٨) يترجح بين التصديق والتكذيب.
فصل
في مثل ذلك
الحبيب أخصّ (٩) من الخليل (١٠) في الشائع المستفيض من العادات. وقد اتخذ الله إبراهيم خليلا (١١). وقال لنبيه محمد صلىاللهعليهوسلم (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (١٢). يعني أحبك.
__________________
(١) أبو جعفر محمد بن موسى الموسوي أديب حدث عنه الثعالبي في أكثر كتبه. انظر ثمار القلوب : ٤٦٢ ، يتيمة الدهر ٤ / ١١٥.
(٢) في الأصل : (في عيدهم). وهو تحريف في النسخ.
(٣) في الأصل : (الكبرا والدوسا).
(٤) المجادلة : ١٢.
(٥) في الأصل : (فسأله).
(٦) في الأصل : (وتقدم).
(٧) في الأصل : (وحباله) وهو تحريف.
(٨) زيادة ليست في الأصل.
(٩) في الأصل : (لخص).
(١٠) الخليل لغة الصديق.
(١١) من الآية ١٢٥ في سورة النساء : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً).
(١٢) الضحى : ٣.