وقال الشاعر :
عليّ والله فيما لفّقوا كذبوا |
|
ككذب أولاد يعقوب على الذيب |
كتب أبو العيناء إلى أحمد بن أبي دؤاد (١) :
جعلني (٢) الله فداك ، مسّنا الضرّ ، وبضاعتنا المودة والشكر. فإن تعط أكن كما قال الشاعر :
إنّ الشهاب الذي يحمي ذماركم (٥) |
|
لا يخمد الدهر لكن جمرة (٣) يقد (٤) |
فإن لم تفعل ، فلسنا كمن يلمزك في الصدقات ، فإن (٦) يعطوا (مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ) (٧).
[يقال] : من عرف بالكذب لم يجز صدقه.
وفي الأمثال السائرة : لا يقبل الصدق من الكذاب ، وإن أتى بمنطق صواب.
وفي قصة يوسف : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) (٨).
__________________
(١) أحمد بن أبي دؤاد يكنى أبا عبد الله القاضي. قال عنه ابن خلكان بأنه كان معروفا بالمروءة ، والعصبية ، وله مع المعتصم أخبار مأثورة أصيب بالفالج في أول خلافة الواثق ، وتوفي سنة ٢٤٠ ه. وفيات الأعيان : ١ / ٦٣ ، ٦٤.
(٢) الخبر في المصون : ٨٦ وبدأ فيه بقوله : (جعلني الله فداك مسّنا وأهلنا الضر).
(٣) في الأصل : (دماءكم يحمد).
(٤) في الأصل : (صوة).
(٥) في المصون : (أنا الشهاب .. إلا ضوءه يقد).
(٦) في الأصل : (فإم لم يعطوا) وهو خطأ.
(٧) إشارة إلى قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ) التوبة : ٥٨. وفي المصون (وإن لم تعطنا فلسنا ممن يلزمك يسخطون).
(٨) يوسف : ١٧.